كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

لم يوجد منهم أحد فتبعتهم عساكر بغداد يقتلون من تخلف منهم، وينهبون. وعادوا إلى بغداد.
ولما وصل الخبر بذلك إلى الشام، كتب الملك الناصر داود بن الملك المعظم - رحمه الله - إلى الخليفة [الإمام (¬1)] المستعصم بالله يهنيه بهذا الفتح. [ونظم قصيدة في التهنئة وهى (¬2)]: -
كذا فليقم (¬3) لله من قام بالأمر ... وجاهد فيه بالردينية (¬4) السمر
تهن أمير المؤمنين بنصرة ... أتتك من الله القدير على قدر (¬5)
أهنت جزيل (¬6) المال في جلب نصرة ... فأعطاك بالتهوين عزا على الدهر
وجدت بنفس لا يجاد بمثلها ... فجوزيت بالنصر المعجل والأجر (¬7)
لقيت ملوك الترك إذ جاء جمعها ... تجالد دين الله بالكبر والكفر
فللت ملوكا ما تسنى لهمة ... ملوكية قصدا لعسكرها المجر (¬8)
¬_________
(¬1) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من ب.
(¬2) ما بين الحاصرتين غير مذكور في نسخة س، وورد بدلها «بهذه الأبيات» وذكر العينى (عقد الجمان، حوادث سنة 643) بعض هذه الأبيات.
(¬3) أول الشطر الأول من هذا البيت غير واضح في نسخة ب، والصيغة المثبتة من س وكذلك من كتاب الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية للملك الأمجد بن الملك الناصر داود، ص 141 حيث ورد الشطر الأول: «كذا فليقم من قام لله بالأمر».
(¬4) الردينية نوع من الرماح نسبة إلى ردينة وهى امرأة في الجاهلية كانت تسوى الرماح بخط هجر، انظر الزبيدى، تاج العروس، ج 9، ص 214.
(¬5) هذا البيت ساقط من نسخة س ومثبت في ب وكذلك في الفوائد الجلية، ص 141.
(¬6) في الفوائد الجلية، ص 141، «عزيز» والصيغة المثبتة من نسختى المخطوطة.
(¬7) البيت ساقط من نسختى المخطوطة ومثبت في الفوائد الجلية، ص 141.
(¬8) عسكر مجر أي جيش عظيم كثير العدد، انظر القاموس المحيط، ج 2 ص 135.

الصفحة 355