كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

حلب، [وبين الخوارزمية (¬1)] على القصب (¬2) وهى منزلة قبلى حمص على مرحلة منها، فانهزمت الخوارزمية هزيمة قبيحة تبدد بها شملهم (¬3)، وانقطع دابرهم، فلم تقم لهم بعدها قائمة. وقتل مقدمهم حسام الدين بركة خان، قتله مملوك من مماليك الأمير سعد الدين بن الدريوش أحد أمراء حلب [الكبار (¬4)]. وكفى الله الناس شرهم، فإن البلاد كانت منهم في بلاء عظيم من النهب والسبى وسفك الدماء، وانتهاك الحرمات. ومضت جماعة منهم إلى التتر، واتصلوا بهم وخدموهم، منهم (¬5) كشلو خان [وغيره (¬6)]، وجماعة خدموا بمصر، وجماعة خدموا بالشام. وحمل رأس [حسام الدين (¬7)] بركة خان إلى حلب فنصب (¬8) بباب قلعتها.
ووردت البشائر بذلك إلى الديار المصرية، فزينت المدينتان القاهرة ومصر، والقلعتان قلعة الجبل وقلعة الجزيرة. وصلح ما بين الملك المنصور إبراهيم صاحب حمص، والسلطان الملك الصالح (¬9)، وحصل بينهما التصافى والتواد (¬10). وكذلك
¬_________
(¬1) في نسخة س «الخوارزمية» والصيغة المثبتة من ب.
(¬2) ذكر ابن أيبك (الدر المطلوب، ص 358) أن الوقعة كانت «على بحيرة حمص»، وفى العينى (عقد الجمان، حوادث 644) «على عيون القصب» والصيغة المثبتة في نسختى المخطوطة وكذلك في أبى الفدا (المختصر، ج 3، ص 175).
(¬3) في نسخة س «فاقتتلوا قتالا شديدا، فوقعت الكسرة على الخوارزمية فانهزمت أقبح هزيمة وتبدد شملهم» والصيغة المثبتة من ب.
(¬4) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(¬5) في نسخة س «مثل» والصيغة المثبتة من ب.
(¬6) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(¬7) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(¬8) في نسخة س «وعلق فنصب» والصيغة المثبتة من نسخة ب وكذلك من العينى (عقد الجمان، حوادث سنة 644).
(¬9) في نسخة س «والملك الصالح نجم الدين أيوب» والصيغة المثبتة من ب.
(¬10) في نسخة س «والوداد» والصيغة المثبتة من ب.

الصفحة 359