كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

من أخذ آمد من صاحبها (¬1). ولما أخذت منه قال الملك الكامل [176 ا] فيما بلغنى لصاحب آمد: «ما عندك في بلدك من عنده (¬2) فضيلة». فغلط وقال «كنت سيّرت إلى الشيخ سيف الدين أطلبه، وقد وعدنى أنه يأتى إلىّ». فعظم هذا على الملك الأشرف والملك الكامل وغاظهما على سيف الدين [على الآمدى (¬3)]؛ فعزله الملك الأشرف عن تدريس المدرسة العزيزية، فخرج إلى بستانه وأقام فيه مضطهدا إلى أن مات في هذه السنة وقد نيف على ثمانين سنة - رحمه الله.
وفى هذه السنة توفى شرف الدين بن عنين [وهو أبو المحاسن محمد بن نصر الله ابن الحسين بن عنين الأنصارى الكوفى الأصل، الدمشقى المولد] (¬4). وكان شاعرا مجيدا، إلا أنه كان كثير الهجاء، فكان له إبداع فيه. تعرض في الدولة الصلاحية لهجو (¬5) جماعة من أكابر الدولة منهم القاضى الفاضل رحمه الله. وأمر الملك الناصر [صلاح الدين - رحمه الله (¬6) -] بنفيه فذكر أنه كتب على شجرة من جوز دمشق لمّا نفى:
فعلام أبعدتم أخا ثقة ... لم يجترم (¬7) ذنبا (¬8) ولا سرقا
انفوا المؤذّن من بلادكم ... إن كان ينفى كلّ من صدقا
¬_________
(¬1) انظر ما سبق ص 17
(¬2) في نسخة س «من له»، والصيغة المثبتة من م.
(¬3) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(¬4) ما بين الحاصرتين من نسخة م وساقط من نسخة س، انظر ترجمة ابن عنين في ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 2 ص 25 - 26.
(¬5) في نسخة س «يهجو» والصيغة المثبتة من نسخة م.
(¬6) ما بين الحاصرتين من نسخة س وساقط من م.
(¬7) أي لم يقترف ذنبا.
(¬8) في نسخة م «دينا» وهو تصحيف، والصيغة المثبتة من نسخة س ومن ديوان ابن عنين، ص 94.

الصفحة 41