كتاب مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (اسم الجزء: 5)

عظيما. ولما رأى غرام مظفر الدين لمولد النبى، صلى الله عليه وسلم، صنف له كتابا سماه (التنوير في مولد السراج المنير) وقرأه [181 ا] على مظفر الدين بنفسه. قال القاضى شمس الدين [أحمد بن خلكان (¬1)]: وسمعناه على مظفر الدين في ست مجالس، وختم الحافظ بن دحيه هذا الكتاب بقصيدة أولها:
لولا الوشاة وهم ... أعداؤنا ما وهموا
فدفع الملك المعظم [مظفر الدين كوكبورى] (¬2) إلى الحافظ بن دحيه ألف دينار.
وذكر القاضى شمس الدين أن هذه القصيدة في ديوان الأسعد بن مماتى المصرى (¬3).
قال القاضى شمس الدين [ابن خلكان (¬4)]: وكان مظفر الدين إذا استطاب شيئا من الطعام لا يختص به، بل إذا أكل من زبدية منه لقمة [طيبة (¬5)] قال لبعض الجاندارية: «احمل هذه إلى الشيخ فلان أو فلانة» ممن هم عنده مشهورون بالصلاح. وكذلك كان يعمل في الحلوى والفاكهة وغير ذلك من المطاعم [والمشارب والكساء (¬6)].
وكان حسن الأخلاق، كثير التواضع، حسن العقيدة، سالم الطوية (¬7)، شديد الميل إلى أهل السنة والجماعة، لا ينفق عنده من أرباب العلوم سوى الفقهاء والمحدثين، ومن عداهم لا يعطيه شيئا إلا تكلفا. وكذلك الشعراء لا يقول
¬_________
(¬1) أضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(¬2) أضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(¬3) ذكر ابن خلكان (وفيات، ج 1 ص 69) عند ترجمته الأسعد بن مماتى أنه قرأ هذه القصيدة في مجموعة منسوبة إلى ابن مماتى.
(¬4) أضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(¬5) ما بين الحاصرتين من ابن خلكان، ج 1، ص 437.
(¬6) ما بين الحاصرتين من ابن خلكان، ج 1، ص 437.
(¬7) في ابن خلكان (نفس الجزء والصفحة) «سالم البطانة» والصيغة المثبتة من المخطوطة.

الصفحة 60