كتاب أعيان العصر وأعوان النصر (اسم الجزء: 5)

ومولده في شوال سنة خمس وستين وست مئة بدمياط، وقيل: بأشموم.
ورثاه جماعة من الأفاضل، وتأسف الناس عليه.
وأنشدني من لفظه لنفسه القاضي شمس الدين محمد بن داود ابن الحافظ ناظر جيش صفد يرثيه:
ما مات صدرُ الدين لكنه ... لما غدا جوهرةً فاخره
لم تعرفِ الدنيا له قيمةً ... فعجّل السير الى الآخره
قلت: وهو مأخوذ من قول الأول:
قد كان صاحبُ هذا القبر جوهرةً ... غرّاء قد صاغها الباري من النُطَف
عزّت فلم تعرف الأيامُ قيمتها ... فردّها غيرةً منه الى الصَّدف
ونشأ الشيخ صدر الدين رحمه الله تعالى بدمشق، ونبغ وظهر واشتهرت فضائله ومناظراته، ودرّس بالمدارس الكبار، واشتهر صيته. ولما دخل الناس في الجفل أيام غازان وعلماء الشام كبارهم وصغارهم، فلم يقعد صدر الدين ثلاثة أيام حتى أعطي تدريس المشهد فيما أظن.
وكانت له وجاهة وتقدّم عند الدولة، ونادم الأفرم وغيره، وركب البريد الى مصر في أيام الجاشنكير، واجتمع هو وابن عدلان وأفتوا بأن الملك الناصر محمد لا يصلح للملك، ورُمي بأنه نظم قصيدة هجا بها السلطان، ومن جملتها:

الصفحة 9