كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 5)

وَهِي طَوِيلَة وَكَأَنَّهُ جمع إحسانه فِيهَا وَكتب إِلَى أبي الْعلَا بن حسول قصيدة مِنْهَا
(وَلَقَد نفضت بِهَذِهِ الدُّنْيَا ... يَدي وحسمت داءي)
(مَاذَا يغرني الزَّمَان ... وَقد قضيت بِهِ قضاءي)
(أَو بعد مَا استوفيت عمري ... وأطلعت على فناءي)
(اصطاد بالدنيا وَينصب ... لي بهَا شرك الرَّجَاء)
(هَيْهَات قد أفضيت من ... صبح الْحَيَاة إِلَى الْمسَاء)
(وَبَلغت من سَفَرِي إِلَى ... أقصاه مَذْمُوم العناء)
وَله من قصيدة فِي أبي الْعَبَّاس الضَّبِّيّ كَأَنَّهَا قَول ابْن الرُّومِي
(مَا كَانَ أغْنى أَبَا الْعَبَّاس عَن شَره ... إِلَى لُحُوم سِبَاع كن فِي الأجم)
(يسترجع الْقُوت على أَمْضَاهُ سواهُ لنا ... لوما ويبذله للشاء وَالنعَم)
(صبرت حولا على مَكْرُوه نقمته ... فليصبر الْآن لي حولا على النقم)
(سَيعْلَمُ الوغد إِن لم تؤت فطنته ... من كَثْرَة الْهم أَو من قلَّة الْفَهم)
(إِنِّي لألقاه مِمَّا استعد لَهُ ... بِكُل عجراء لَكِن لَيْسَ من سلم)
(إِذا خبطت بهَا عرض امرء لججت ... فِي سَمعه يَده شوقا إِلَى الصمم)
وَمِنْهَا
(إِذا اضطجعت أَتَانِي الشّعْر يقْدَح لي ... من ناره وأتاني اللَّيْل بالفحم)
(وصائغ الشّعْر لَا يرضى سبيكته ... حَتَّى يفرغها فِي قالب الحكم)
(يصب فِي مسمعيه مَا أذيب لَهُ ... كالقطر أفرغه الْبَانِي على الرَّدْم)
(إِذا تورم غيظا ضَاقَ مضرطه ... حَتَّى يوسعه الأطراق للندم)
(إِنِّي وَإِن كنت لَا أرْضى الخنى لفمي ... وَلَا أحط لقَوْل فَاحش هممي)

الصفحة 118