كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 5)

بِمَجَامِع الْقُلُوب إِن لوطا استتر لَهُم بكرائمه عَنهُ فَلم يقلعوا وأبدلهم عقائله مِنْهُم فَلم يقنعوا فَمَا ظَنك بهمة تسمو إِلَى مَلَائِكَة السَّمَاء وَلَذَّة تُؤثر على مصاهرة الْأَنْبِيَاء وَلَا سَبِيل إِلَى أَن يُنكر فضل الذُّكُور على الْإِنَاث وَقد فَضلهمْ الله فِي الْمِيرَاث وشتان مَا بَين الْغُلَام الَّذِي يصحبك فِي سفرك كَمَا يصحبك فِي حضرك فَإِذا ركبت زَان موكبك وَإِذا مشيت صك منكبك وَإِذا احتفلت خدمك وَإِذا خلوت نادمك ثمَّ هُوَ فَوق الْجواد أَسد لَا بُد وَتَحْت اللحاف رشأ فارد وَبَين الْمَرْأَة الَّتِي تشيب أنفاسها العنافق وتكاليفها المفارق وتعدم الْمرَافِق وتنقض الْجِسْم وتنقص الْعُمر وتكثر النَّسْل وتقل الوفر بلَى مَا شِئْت من فادح ثقل الصَدَاق وهم الْإِمْسَاك وَالطَّلَاق وَنَفَقَة الأعراس والأخراس وشفقة الوحم وَالنّفاس
99 - الشَّيْخ أَبُو المحاسن سعد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور
رَئِيس جرجان أيده الله تَعَالَى
أجمع أهل زَمَاننَا أجمع على أَنه أجمع الرؤسا لما يكنى بِهِ وأجمعهم بَين الْعُلُوم والآداب وشرفي الانتساب والاكتساب وَأَنه عَالم فِي ثوب عَالم وبحر فِي شخص حبر وَمَاله نَظِير وغصن شبابه نضير وَكَانَت النائبة رحب بِي إِلَى جرجان فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة فأنزلني أَبوهُ الرئيس أَبُو سعد مُحَمَّد بن مَنْصُور رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وأرضاه وَجعل الْجنَّة مَأْوَاه منزله وأخدمني خدمَة وأوسعني فَضله وَكَرمه وَكَانَت حَالي عِنْده وَمَعَهُ حَال من قَالَ
(نزلت على آل الْمُهلب شاتيا ... غَرِيبا من الأوطان فِي زمن مَحل)
(فمازال بِي إكرامهم واقتفاؤهم ... وألطافهم حَتَّى حسبتهم أَهلِي)
وَأَبُو المحاسن إِذْ ذَاك صبي لم يبلغ الْحلم وَقد أَتَاهُ الله فِي إقبال الْعُمر جَوَامِع الْفضل وسوغه فِي ريعان الصِّبَا محامد العلى فَكُنَّا نَجْتَمِع فِي جمَاعَة من الْفُضَلَاء

الصفحة 165