كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 5)

السَّائِل وَقَامَت سوق الفسوق
وَمن بدايع شعره ولطائفه قَوْله فِي غُلَام صوفي لم يسْبق إِلَيْهِ
(وشادن يَدعِي التصوف قد ... أورثت الْحور حيرة صفته)
(أصفى لَهُ مهجتي تصوفه ... ورقعت تَوْبَتِي مرقعته)
قَوْله فِي غُلَام خياط
(قولا لخياطنا خفِيا ... يَا أوحد الْعَصْر فِي الْجمال)
(قد مزق الهجر ثوب صبري ... فجد بخيط من الْوِصَال)
وَقَوله فِي غُلَام مزين
(مزين زانه حسن وإحسان ... فَمَا يشاكله فِي الشكل إِنْسَان)
(حمامه كجحيم من حرارته ... لَكِن مَتى تأته يخدمك رضوَان)
وَمن أَفْرَاد مَعَانِيه قَوْله فِي التلفيق بَين النبل والقوس
(وَبدر أعير قوام النبال ... تقوست من هجره كالهلال)
(وَلما ترَاءى غَدَاة الْوَدَاع ... كالنعمة اقْتَرَبت من زَوَال)
(أطلت الحنين وزدت الأنين ... وأصبحت من سوء حَالي بِحَال)
(كَذَاك القسي تطيل الأنين ... إِذا كلفوها فِرَاق النبال)
وَقَالَ فِي مختط قَارب الالتحاء
(يَا بدر إِنَّك قد بلغت ... من الْجمال مدى كمالك)
(أخْشَى عَلَيْك دجى الْكُسُوف ... وَقد بَدَت آثَار ذَلِك)
(عهدي بخالك وَهُوَ عين ... الدَّهْر يشغل عَن جمالك)

الصفحة 222