كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 5)

(كالبحر ولد دره والغيث أنبت ... روضه والمسك أبدى طيبا)
(أصل وَفرع طيبان كِلَاهُمَا ... مَا فيهمَا أَمر ترَاهُ معيبا)
وَكَقَوْلِه فِي حَال انْقَضتْ
(قربا الْأَشْقَر الْأَغَر فَإِنِّي ... يَا خليلي قد مللت المقاما)
(وَرَأَيْت الثواء فِي بلد الذل ... حَماما وَإِن أمنت الحماما)
(وتخيرت للحروب قناة ... صعدة صَدَقَة وسيفا حساما)
(فأجيزا عني الكؤوس فَإِنِّي ... قد ألفت السرى وعفت المداما)
(وَدَعَانِي من الأغاريد إِلَّا ... من طنين السيوف يفلقن هاما)
(ولخير من أَن نَعِيش لِئَامًا ... مستذلين أَن نموت كراما)
وَقَوله من قصيدة
(نشفت بأنفاسي نطاف المناهل ... فأخلفتها دمعي بسحب هواطل)
(ورحت بقلب فِي الظعائن سَائِر ... حثيث ودمع بالأباطح سَائل)
(وَأنكر جاراتي خضاب ذوائبي ... وَهن بِهِ زين بيض الأنامل)
(فيا عجبا مِنْهُنَّ ينكرن بَاطِلا ... عَليّ وَلم يحلين إِلَّا بباطل)
(وَكنت مَتى أبدي النصول بياضها ... رَأَيْت نصولا ركبت فِي مقاتلي)
(فسل مشيبي من خضابي كَأَنَّمَا ... تسل من الأغماد بيض المناصل)
وَقَوله من أُخْرَى
(شكر لآلآء الْوَزير فَإِنَّهُ ... أحيى نفوسا قد كمدن تروعا)

الصفحة 294