كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 5)

(فاحت روائحها وفاح نباتها ... فِي الْقلب نورا ساطعا وسرورا)
وَقَوله فِي الخريف
(جمع الزَّمَان محَاسِن الألوان ... وافتر عَن بشر وَطيب أَوَان)
(واهتز أعطاف الْهَوَاء كَأَنَّمَا ... تحكي الْهَوَاء تمايل النشوان)
(وامتد ظلّ اللَّيْل فِي أطرافها ... مثل امتداد مَوَاقِف الهجران)
(فَانْظُر إِلَى حسن الزَّمَان وطيبه ... وتلون الْأَشْجَار بالألوان)
(من بَين أَحْمَر قد علاهُ وأصفر ... مثل العقيق تطمن بالعقيان)
(وتمايلت تِلْكَ الغصون فَأَشْبَهت ... يَوْم الْوَدَاع تعانق الخلان)
(تتطاير الأوراق فِي أفق الهوا ... قلقا كقلب الهائم الحيران)
(خلع الرِّيَاح على الرياض نثارها ... فِي أطيب الْأَوْقَات والأزمان)
(يَا طيب ذَاك الْعَيْش فِي أرجائها ... لَو نَام عَنْهَا أعين الْحدثَان)
192 - أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الْحِمْيَرِي
من وُجُوه الْعمَّال بنيسابور أديب فَاضل شَاعِر يَقُول فِي أبي عَليّ الزَّاهِر الشَّاعِر الْبَلْخِي الَّذِي وَقع يسير من شعره فِي الْيَتِيمَة
(لنا صديق شعره دَاجِن ... لَا يألف الْأَسْفَار والغربه)
(لكنني أنْشدهُ رَاعيا ... لحقه فِي قدم الصحبه)
وَيَقُول فِي الْغَزل
(وأغيد سَاحر الألحاظ أدعج ... يتيه عَليّ بالخد المضرج)

الصفحة 304