كتاب يتيمة الدهر (اسم الجزء: 5)

(كَأَنِّي وَقد فَارَقت نجدا شقاوة ... فَتى ضل عَنهُ قلبه ينشد القلبا)
وَله من أُخْرَى فِي الشيب وذمه
(يَقُولُونَ لَا تجزع من الشيب ضلة ... واسهمه أياي دونهم تصمي)
(وَمَا سرني حلم يفِيء على الردى ... كفاني مَا قبل المشيب من الْحلم)
(إِذا كَانَ مَا يعطيني الحزم سالبا ... حَياتِي فَقل لي كَيفَ يَنْفَعنِي حزمي)
(وَقد جربت نَفسِي الْغَدَاة وقاره ... فَمَا شدّ من وهني وَلَا سد من ثلمي)
(وَإِنِّي مذ أضحى عِذَارَيْ قراره ... عَاد بِلَا سقم واجفى بِلَا جرم)
وَمن أُخْرَى فِي ذمّ الشَّبَاب
(ومعيري شيب العذار وَمَا درى ... إِن الشيات مَطِيَّة لِلْفَاسِقِ)
(وَأَقُول إِذْ غيرت مِنْهُ لَونه ... هَيْهَات أبدل مُؤمنا بمنافق)
وَمن أُخْرَى وَهُوَ مِمَّا يُغني بِهِ
(أَلا يَا نسيم الرّيح من أَرض بابل ... تحمل إِلَى أهل الْخيام سلامي)
(وَقل لحبيب فِيك بعض نسيمه ... أما آن أَن تسطيع رَجَعَ كَلَامي)
(وَإِنِّي لأهوى أَن أكون بأرضكم ... على أنني مِنْهَا اسْتَفَدْت سقامي)
وَله من قصيدة مرثية
(تجْرِي دموع عُيُون ود صَاحبهَا ... لَو أَنَّهُنَّ على خد الْمُصَاب دم)
(كأننا الْيَوْم من هم تقسمنا ... نهب بأيدي وُلَاة السوء مقتسم)
(نثني الأكف حَيَاء عَن ملاطمنا ... وَفِي الحشا زفرات الْحزن تلتطم)

الصفحة 70