كتاب تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (اسم الجزء: 5)

ويغلب على البحرين بعد هذه الدولة دولة بنى عصفور من بنى عامر بن عوف العقيليين، وتتوطد العلاقة بينهم وبين سلاطين مصر المماليك بعد هزيمتهم للتتار، ويقدم منهم وفد على السلطان بيبرس فيكرم وفادته، ويظلون يفدون على المماليك. وعلى رأس سنة سبعمائة للهجرة ينتقل ملك البحرين إلى سعيد بن مغامس من بنى جبر، وينتزعها منه بنو جروان من بنى عامر بن عوف العقيليين ويظلون يحكمونها حتى سنة 821 وفى عهدهم استولى المغول على جزيرة أوال وظلت فى أيديهم مدة.
ويعود بنو جبر إلى الاستيلاء على البحرين، إذ خلّصها من بنى جروان سيف بن زامل، واتسع نفوذه فى نجد، وخلفه أخوه زامل ثم ابنه أجود. ودبّ الشقاق بين أبناء الأسرة، فأخذها منهم راشد بن مغامس. وفى هذه الأثناء وفى غفلة من حكام البحرين استولى البرتغاليون فى سنة 922 على جزيرة أوال (البحرين الحالية) والقطيف وقطر، وظلوا بتلك الديار حتى طردتهم منها الدولة العثمانية وسرعان ما استولت على الأحساء سنة 963.
وقد انفصلت قطر عن البحرين قبيل نهاية القرن العاشر الهجرى بزعامة آل ثانى، وكانوا من يبرين، فزاحموا قبيلة عبد القيس وتغلبوا عليها. أما بقية البحرين الشاملة حسب اصطلاح هذا العصر للأحساء والقطيف أو بعبارة أخرى للإقليم الشرقى من المملكة العربية السعودية، والشاملة أيضا لجزيرة أوال فقد قام عليها بنو خالد منذ سنة 1081 واستولى عباس الصفوى على أوال سنة 1092 وظلت تابعة للدولة الصفوية حتى سنة 1123 واستولى عليها بعد ذلك نادر شاه ملك فارس سنة 1150 واستخلصها سنة 1197 هـ‍/1782 م أحمد بن محمد بن خليفة من أهل الزبارة ولا تزال أسرته تحكمها إلى اليوم، ووقّع أحدها وهو الشيخ محمد بن خليفة معاهدة مع الإنجليز سنة 1284 هـ‍/1867 م دخلت أوال (البحرين الحالية) بمقتضاها فى حمايتهم إلى أن استقلت أخيرا.
وظل يلى الأحساء والقطيف بنو خالد منذ سنة 1081 كما أسلفنا، وكان أول من وليهما منهم براك بن غرير حتى وفاته سنة 1093، وخلفه ابنه أو أخوه محمد على اختلاف فى الروايات، فسعدون بن محمد، فسليمان أخوه المتوفى سنة 1166 ووليهما بعده عرعر، فابنه بطين، فأخوه دجين، فأخوهما سعدون، فأخوهم دويحس وقد اشتبك مع سعود ابن عبد العزيز سنة 1204 هـ‍/1789 م فى حروب رجحت فيها كفة سعود. وتتطور الظروف وتنشب الحرب بين محمد على والسعوديين. ويعود بنو خالد إلى حكم الأحساء والقطيف، غير أن الحاكم السعودى تركى بن عبد الله يضطرهم إلى تسليمهما سنة

الصفحة 33