كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْمَعٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَجِيحٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ مَيْسَرَةَ يَقُولُ: " §إِنْ ظَلَلْتَ تَدْعُو عَلَى رَجُلٍ ظَلَمَكَ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: إِنَّ آخَرَ يَدْعُو عَلَيْكَ، إِنْ شِئْتَ اسْتَجَبْنَا لَكَ، وَاسْتَجَبْنَا عَلَيْكَ، وَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُكُمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَوَسِعَكُمَا عَفُوُّ اللهِ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ، أَنَّ الْمَسِيحَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: " §إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا بُلَّهًا فِي سَبِيلِ اللهِ مِثْلَ الْحَمَّامِ فَافْعَلُوا، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ: لَيْسَ شَيْءٌ أَبْلَهُ مِنَ الْحَمَّامِ، إِنَّكَ تَأْخُذُ فَرْخَيْهِ مِنْ تَحْتِهِ فَتَذْبَحُهُمَا ثُمَّ يَعُودُ إِلَى مَكَانِهِ ذَلِكَ فَيُفْرِخُ فِيهِ "
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: " §يَا رَبِّ، إِنَّكَ أَعْطَيْتَنِي الْمَالَ وَالْوَلَدَ، فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ عَلَى بَابِي يَشْكُونِي بِظُلْمٍ ظَلَمْتُهُ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ذَلِكَ، وَأَنَّهُ كَانَ يُوطَأُ لِي الْفِرَاشُ فَأَتْرُكُهَا وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ إِنَّكَ لَمْ تُخْلَقِي لِوَطْءِ الْفِرَاشِ، وَمَا تَرَكْتُ ذَلِكَ إِلَّا ابْتِغَاءَ فَضْلِكَ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْقَزْوِينِيُّ، ثنا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: §لَمَّا ابْتَلَى اللهُ أَيُّوبَ بِذَهَابِ الْمَالِ وَالْأَهْلِ وَالْوَلَدِ، فَلَمْ يَبْقَ لَهُ شَيْءٌ أَحْسَنُ مِنَ الذِّكْرِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَالَ: أَحْمَدُكَ رَبَّ الْأَرْبَابِ الَّذِي أَحْسَنْتَ إِلَيَّ، قَدْ أَعْطَيْتَنِي الْمَالَ وَالْوَلَدَ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْ قَلْبِي شُعْبَةٌ إِلَّا قَدْ دَخَلَهُ ذَلِكَ، فَأَخَذْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَفَرَّغْتُ قَلْبِي فَلَيْسَ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ شَيْءٌ، فَمَنْ ذَا تُعْطِيهِ الْمَالَ وَالْوَلَدَ، فَلَا يَشْغَلْهُ حُبُّ الْمَالِ وَالْوَلَدِ عَنْ ذِكْرِكَ، لَوْ يَعْلَمْ عَدُوِّي إِبْلِيسُ بِالَّذِي صَنَعْتَ -[240]- إِلَيَّ حَسَدَنِي، قَالَ: فَلَقِيَ إِبْلِيسُ مِنْ هَذَا شَيْئًا مُنْكَرًا "
الصفحة 239