كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ أَوَّلَ مَا نَهَانِي رَبِّي عَنْهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ، وَمُلَاحَاةِ الرِّجَالِ» غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ عَمْرٌو
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، ثنا يُونُسُ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا الْفِتَنَ وَعَظَّمَهَا وَشَدَّدَهَا، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا؟ قَالَ: " §كِتَابُ اللهِ، فِيهِ حَدِيثُ مَا قَبْلَكُمْ، وَنَبَأُ مَا بَعْدَكُمْ، وَفَصْلُ مَا بَيْنَكُمْ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللهُ، وَمَنْ يَبْتَغِي الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ، هُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ، وَالذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لَمَّا سَمِعَتْهُ الْجِنُّ قَالَتْ: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 2] الْآيَةَ هُوَ الَّذِي لَا تَخْتَلِفُ بِهِ الْأَلْسُنُ، وَلَا يَخْلِقُهُ كَثْرَةُ الرَّدِّ " غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ مُعَاذٍ، لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا خَرَجَ يَعُودُ أَخًا لَهُ خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ إِلَى حِقْوَيْهِ، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَ الْمَرِيضِ وَاسْتَوَى جَالِسًا غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ»
§عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ: وَمِنْهُمُ الْمُحْتَصِنُ الْحَرِيزِ، ذُو الشَّجَى وَالْأَزِيزِ، الْمَوْلَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ -[254]- كَانَ وَاحِدَ أُمَّتِهِ فِي الْفَضْلِ، وَنَجِيبَ عَشِيرَتِهِ فِي الْعَدْلِ، جَمَعَ زُهْدًا وَعَفَافًا، وَوَرَعًا وَكِفَافًا، شَغَلَهُ آجِلُ الْعَيْشِ عَنْ عَاجِلِهِ، وَأَلْهَاهُ إِقَامَةُ الْعَدْلِ عَنْ عَاذِلِهِ، كَانَ لِلرَّعِيَّةِ أَمْنًا وَأَمَانًا، وَعَلَى مَنْ خَالَفَهُ حُجَّةً وَبُرْهَانًا، كَانَ مُفَوَّهًا عَلِيمًا، وَمُفْهِمًا حَكِيمًا وَقِيلَ: إِنَّ التَّصَوُّفَ الْإِعْرَاضُ عَنِ الدَّنِيِّ، وَالْإِقْبَالُ عَلَى الْبَهِيِّ، مُتَوَاثِبًا لِلدُّنُوِّ، وَمُتَعَالِيًّا لِلسِّمُوِّ

الصفحة 253