كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الشَّامِيُّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «
[البحر الخفيف]
§أَنَا مَيِّتٌ وَعَزَّ مَنْ لَا يَمُوتُ ... قَدْ تَيَقَّنْتُ أَنَّنِي سَأَمُوتُ
لَيْسَ مُلْكٌ يُزِيلُهُ الْمَوْتُ مُلْكًا ... إِنَّمَا الْمُلْكُ مُلْكُ مَنْ لَا يَمُوتُ»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا خَلْفُ بْنُ تَمِيمٍ، ثنا مُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §لَقَدْ نَغَّصَ هَذَا الْمَوْتُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَا هُمْ فِيهِ مِنْ غَضَارَةِ الدُّنْيَا وَزَهْوَتِهَا، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ وَعَلَى ذَلِكَ أَتَاهُمْ جَادٌّ مِنَ الْمَوْتِ، فَاخْتَرَمَهُمْ مِمَّا هُمْ فِيهِ، فَالْوَيْلُ وَالْحَسْرَةُ هُنَالِكَ لِمَنْ لَمْ يَحْذَرِ الْمَوْتَ وَيذْكُرْهُ فِي الرَّخَاءِ، فَيُقَدِّمُ لِنَفْسِهِ خَيْرًا يَجِدُهُ بَعْدَمَا فَارَقَ الدُّنْيَا وَأَهْلَهَا، قَالَ: ثُمَّ بَكَى عُمَرُ حَتَّى غَلَبَهُ الْبُكَاءُ فَقَامَ "
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ الْأَسَدِيُّ، ثنا جَابِرُ بْنُ نُوحٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى بَعْضِ أَهْلِ بَيْتِهِ: أَمَّا بَعْدُ «§فَإِنَّكَ إِنِ اسْتَشْعَرْتَ ذِكْرَ الْمَوْتِ فِي لَيْلِكَ أَوْ نَهَارِكَ، بُغِّضَ إِلَيْكَ كُلُّ فَانٍ، وَحُبِّبَ إِلَيْكَ كُلُّ باقٍ. وَالسَّلَامُ»
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا -[265]- ابْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَسْمَاءِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الْخُلَفَاءِ كَانُوا يُعْطُونَ عَطَايَا مَنَعْتَنَاهَا، وَلِي عِيَالٌ وَضَيْعَةٌ، أَفَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَخْرُجَ إِلَى ضَيْعَتِي وَمَا يُصْلِحُ عِيَالِي؟ فَقَالَ عُمَرُ: " §أَحَبُّكُمْ إِلَيْنَا مَنْ كَفَانَا مُؤْنَتَهُ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمَّا صَارَ عِنْدَ الْبَابِ قَالَ عُمَرُ: أَبَا خَالِدٍ، أَبَا خَالِدٍ، فَرَجَعَ، فَقَالَ: أَكْثِرْ مِنْ ذَكْرِ الْمَوْتِ، فَإِنْ كُنْتَ فِي ضِيقٍ مِنَ الْعَيْشِ وَسَّعَهُ عَلَيْكَ، وَإِنْ كُنْتَ فِي سَعَةٍ مِنَ الْعَيْشِ ضَيَّقَهُ عَلَيْكَ " حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ

الصفحة 264