كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ح. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جَعْوَنَةَ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، جَعَلَ عُمَرُ يُثْنِي عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ بَقِيَ كُنْتَ تَعْهَدُ إِلَيْهِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: وَلِمَ وَأَنْتَ تُثَنِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: §أَخَافُ أَنْ يَكُونَ زُيِّنَ فِي عَيْنِي مِنْهُ مَا زُيِّنَ فِي عَيْنِ الْوَالِدِ مِنْ وَلَدِهِ "
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنَ حُبَيْشٍ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ قَالَ: " اجْتَمَعَ بَنُو مَرْوَانَ عَلَى بَابِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَجَاءَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ لِيدْخُلَ عَلَى أَبِيهِ، فَقَالُوا لَهُ: إِمَّا أَنْ تَسْتَأْذِنَ، لَنَا، وَإِمَّا أَنْ تُبْلِغَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنَّا الرِّسَالَةَ، قَالَ: قُولُوا، قَالُوا: §إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ كَانَ يُعْطِينَا وَيعْرِفُ لَنَا مَوْضِعَنَا، وَإِنَّ أَبَاكَ قَدْ حَرَمَنَا مَا فِي يَدَيْهِ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَى أَبِيهِ فَأَخْبَرَهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: " قُلْ لَهُمْ: إِنَّ أَبِي يَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ "
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، ثنا أَبِي، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَزْدِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَوْصِنِي قَالَ: «§أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ وَإِيثَارِهِ تَخِفُّ عَلَيْكَ الْمُؤْنَةُ، وَتَحْسُنُ لَكَ مِنَ اللهِ الْمَعُونَةُ»
حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ ثنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا حَمْزَةُ الْجَزَرِيُّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى رَجُلٍ: «§أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي لَا يَقْبَلُ غَيْرَهَا، وَلَا يَرْحَمُ إِلَّا أَهْلَهَا، وَلَا يُثِيبُ إِلَّا عَلَيْهَا، فَإِنَّ الْوَاعِظِينَ بِهَا كَثِيرٌ، وَالْعَامِلِينَ بِهَا قَلِيلٌ»
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْحَسَنِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، ثنا أَبُو -[268]- تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، ثنا أَبُو رَبِيعَةَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ: أَمَّا بَعْدُ «§فَكَأَنَّ الْعِبَادَ قَدْ عَادُوا إِلَى اللهِ تَعَالَى ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا، لِيجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا، وَيجْزَيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى، فَإِنَّهُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَلَا يُنَازَعُ فِي أَمْرِهِ، وَلَا يُقَاطَعُ فِي حَقِّهِ الَّذِي اسْتَحْفَظَهُ عِبَادَهُ، وَأَوْصَاهُمْ بِهِ، وَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَأَحُثُّكَ عَلَى الشُّكْرِ فِيمَا اصْطَنَعَ عِنْدَكَ مِنْ نِعْمَةٍ، وَآتَاكَ مِنْ كَرَامَةٍ، فَإِنَّ نِعَمَهُ يَمُدُّهَا شُكْرُهُ، وَيَقْطَعُهَا كُفْرُهُ، أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ الَّذِي لَا تَدْرِي مَتَى يَغْشَاكَ، وَلَا مَنَاصَ وَلَا فَوْتَ، وَأَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَشِدَّتِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَدْعُوكَ إِلَى الزَّهَادَةِ فِيمَا زُهِّدْتَ فِيهِ، وَالرَّغْبَةِ فِيمَا رُغِّبْتَ فِيهِ، ثُمَّ كُنْ مِمَّا أُوتِيتَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى وَجَلٍ، فَإِنَّ مَنْ لَا يَحْذَرُ ذَلِكَ وَلَا يَتَخَوَّفُهُ تُوشِكُ الصَّرَعَةُ أَنْ تُدْرِكَهُ فِي الْغَفْلَةِ، وَأَكْثِرِ النَّظَرَ فِي عَمَلِكَ فِي دُنْيَاكَ بِالَّذِي أُمِرْتَ بِهِ، ثُمَّ اقْتَصِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّ فِيهِ لَعَمْرِي شُغْلًا عَنْ دُنْيَاكَ، وَلَنْ تُدْرِكَ الْعِلْمَ حَتَّى تُؤْثِرَهُ عَلَى الْجَهْلِ، وَلَا الْحَقَّ حَتَّى تَذَرَ الْبَاطِلَ، فَنَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكَ حُسْنَ مَعُونَتِهِ، وَأَنْ يَدْفَعَ عَنَّا وَعَنْكَ بِأَحْسَنِ دِفَاعِهِ بِرَحْمَتِهِ»
الصفحة 267