كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، نَا إِسْحَاقُ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يَسْتَعْمِلَ رَجُلًا عَلَى عَمَلٍ فَأَبَى، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ لَتَفْعَلَنَّ، قَالَ الرَّجُلُ: وَأَنَا أَعْزِمُ عَلَى نَفْسِي أَلَّا أَفْعَلُ، فَقَالَ عُمَرُ لِلرَّجُلِ: لَا تَعْصِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ §إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا} الْآيَةَ «الْمَعْصِيَةَ كَانَ ذَلِكَ مِنْهَا» فَأَعْفَاهُ عُمَرُ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ كِتَابًا فِيهِ: §وَقَسَمَ لَكَ أَبُوكَ الْخُمُسَ كُلَّهُ، وَإِنَّمَا لَكَ سَهْمُ أَبِيكَ، كَسَهْمِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَفِيهِ حَقُّ اللهِ، وَالرَّسُولِ، وَذِي الْقُرْبَى، وَالْيتَامَى، وَالْمَسَاكِينِ، وَابْنِ السَّبِيلِ، فَمَا أَكْثَرَ خُصَمَاءَ أَبِيكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَكَيْفَ يَنْجُو مَنْ كَثُرَ خُصَمَاؤُهُ، وَإِظْهَارُكَ الْمَعَازِفِ وَالْمَزَامِيرِ بِدْعَةٌ فِي الْإِسْلَامِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْكَ مَنْ يَجِزُّ جُمَّتَكَ جُمَّةَ السُّوءِ " قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَجْعَلُ كُلَّ يَوْمٍ دِرْهَمًا مِنْ خَاصَّةِ مَالِهِ فِي طَعَامِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ يَأْكُلُ مَعَهُمْ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، وَعُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، وَكَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالُوا: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: «§خُذُوا مِنَ الرَّأْيِ مَا يُصَدِّقُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَلَا تَأْخُذُوا مَا هُوَ خِلَافٌ لَهُمْ، فَإِنَّهُمْ خَيْرٌ مِنْكُمْ وَأَعْلَمُ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ، ثَنَا مَحْمُودٌ، ثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، وَقَالَ، §كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِرَدِّ أَحْكَامٍ مِنْ أَحْكَامِ الْحَجَّاجِ مُخَالِفَةٍ لِأَحْكَامِ النَّاسِ "
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ، ثَنَا مَحْمُودٌ، ثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: لَمَّا قَطَعَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَهْلِ، بَيْتِهِ مَا كَانَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ مِنْ أَرْزَاقٍ خَاصَّةٍ، وَأَمَرَهُمْ بِالِانْصِرَافِ إِلَى مَنَازِلِهِمْ، فَتَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ فَقَالَ -[271]-: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ لَنَا قَرَابَةً قَالَ: §لَنْ يَتَّسِعَ مَالِي وَمَا لَكُمْ، وَأَمَّا هَذَا الْمَالُ فَإِنَّمَا حَقُّكُمْ فِيهِ كَحَقِّ رَجُلٍ بِأَقْصَى بَرَكِ الْغِمَادِ، وَلَا يَمْنَعُهُ مِنْ أَخْذِهِ إِلَّا بُعْدُ مَكَانِهِ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرَى أَنَّ الْأُمُورَ لَوِ اسْتَحَالَتْ حَتَّى يُصْبِحَ أَهْلُ الْأَرْضِ يَرَوْنَ مِثْلَ رَأْيكُمْ، لَنَزَلَتْ بِهِمْ بَائِقَةٌ مِنْ عَذَابِ اللهِ، وَلَفُعِلَ بِهِمْ " قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ يَجْلِسُ إِلَى قَاصِّ الْعَامَّةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا رَفَعَ "

الصفحة 270