كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ، ثَنَا مَحْمُودٌ، ثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: دَخَلَتِ ابْنَةُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمَعَهَا مَوْلَاةٌ لَهَا تُمْسِكَ بِيدِهَا §فَقَامَ لَهَا عُمَرُ وَمَشَى إِلَيْهَا حَتَّى جَعَلَ يَدَيْهَا فِي يَدِهِ، وَيدُهُ فِي ثِيَابِهِ، وَمَشَى بِهَا حَتَّى أَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا تَرَكَ لَهَا حَاجَةً إِلَّا قَضَاهَا "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: لَمَّا وَلَّانِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَوْصِلَ قَدِمْتُهَا فَوَجَدْتُهَا مِنْ أَكْبَرِ الْبِلَادِ سَرْقًا وَنَقْبًا، فَكَتَبْتُ إِلَى عُمَرَ أُعْلِمُهُ حَالَ الْبِلَادِ، وَأَسْأَلُهُ آخُذُ مِنَ النَّاسِ بِالْمَظَنَّةِ وَأَضْرِبُهُمْ عَلَى التُّهْمَةِ؟ أَوْ آخُذُهُم ْ بِالْبَيِّنَةِ، وَمَا جَرَتْ عَلَيْهِ عَادَةُ النَّاسِ؟ §فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنْ آخُذَ النَّاسَ بِالْبَيِّنَةِ وَمَا جَرَتْ عَلَيْهِ السُّنَّةُ، فَإِنَّ لَمْ يُصْلِحْهُمُ الْحَقُّ فَلَا أَصْلَحَهُمُ اللهُ، قَالَ يَحْيَى: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَمَا خَرَجْتُ مِنَ الْمَوْصِلِ حَتَّى كَانَتْ مِنْ أَصْلَحِ الْبِلَادِ وَأَقَلِّهِ سَرْقًا وَنَقْبًا "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: دَخَلَ جَعْوَنَةُ بْنُ الْحَارِثِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ لَهُ يَا جَعْوَنَةُ: إِنِّي قَدْ وَمِقْتُكَ، فَإِيَّاكَ أَنْ أَمْقُتَكَ، تَدْرِي مَا يُحِبُّ أَهْلُكَ مِنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، يُحِبُّونَ صَلَاحِي، قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُمْ يُحِبُّونَ مَا أَقَامَ لَهُمْ سَوَادُكَ، وَأَكَلُوا فِي غِمَارِكَ، وَبَرَدُوا عَلَى ظَهْرِكَ، فَاتَّقِ اللهَ وَلَا تُطْعِمُهُمْ إِلَّا طَيِّبًا، قَالَ: وَسِرْنَا لَيْلَةً مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَتَنَاوَلَ قَلَنْسُوَةً عَنْ رَأْسِهِ بَيْضَاءَ مُضْرَبَةً فَقَالَ: §كَمْ تَرَوْنَهَا تَسْوِي؟ قُلْنَا: دِرْهَمٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَاللهِ مَا أَظُنُّهَا مِنْ حَلَالٍ "
حَدَّثَنَا محمد، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حَدِّثْنِي يَا مَيْمُونُ قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثًا -[272]-، بَكَى مِنْهُ بُكَاءً شَدِيدًا، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَبْكِي هَذَا الْبُكَاءَ لَحَدَّثْتُكَ حَدِيثًا أَلْينَ مِنْ هَذَا، فَقَالَ: يَا مَيْمُونُ، " إِنَّا نَأْكُلُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ الْعَدَسَ، وَهِيَ مَا عَلِمْتُ مُرِقَّةٌ لِلْقَلْبِ، مُغَزِّرَةٌ لِلدَّمْعَةِ، مُذِلَّةٌ لِلْجَسَدِ، قَالَ مَيْمُونٌ: وَدَعَانِي عُمَرُ فَقَالَ: يَا مِهْرَانُ بْنَ مَيْمُونٍ قُلْتُ أَوْ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ أَوْ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا «§إِيَّاكَ أَنْ تَخْلُوَ بِامْرَأَةٍ غَيْرِ ذَاتِ مَحْرَمٍ، وَإِنْ حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ أَنْ تَعَلِّمَهَا الْقُرْآنَ»

الصفحة 271