كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: بَيْنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسِيرُ يَوْمًا فِي سُوقِ حِمْصَ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ بُرْدَانِ قِطْرِيَّانِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَرْتَ مَنْ كَانَ مَظْلُومًا أَنْ يَأْتِيَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَدْ أَتَاكَ مَظْلُومٌ بَعِيدُ الدَّارِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَأَيْنَ أَهْلُكَ؟ قَالَ: بِعَدَنَ أَبْيَنَ، قَالَ عُمَرُ: §وَاللهِ إِنَّ أَهْلَكَ مِنَ أَهْلِ عُمَرَ لَبَعِيدٌ، فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ فِي مَوْضِعِهِ، فَقَالَ: مَا ظَلَامَتُكَ؟ قَالَ: ضَيْعَةٌ لِي وَثَبَ عَلَيْهَا وَاثِبٌ فَانْتَزَعَهَا مِنِّي، فَكَتَبَ إِلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ يَأْمُرُهُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ بَيِّنَتِهِ فَإِنْ ثَبَتَ لَهُ حَقَّ دَفْعِهِ إِلَيْهِ، وَخَتَمَ كِتَابَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ الرَّجُلُ الْقِيَامَ، قَالَ لَهُ عُمَرُ: عَلَى رِسْلِكَ، إِنَّكَ قَدْ أَتَيْتَنَا مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ، فَكَمْ نَفِدَ لَكَ زَادٌ، أَوْ نَفَقَتْ لَكَ رَاحِلَةٌ، وَأَخْلَقَ لَكَ ثَوْبٌ، فَحَسَبَ ذَلِكَ، فَبَلَغَ أَحَدَ عَشَرَ دِينَارًا، فَدَفَعَهَا عُمَرُ إِلَيْهِ "
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا أَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، كَانَ عِنْدَ سُلَيْمَانَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَوْمًا: مَا حَقُّ هَذِهِ الْمَرْأَةِ لَا تَدْفَعُهَا ح. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَيْلِيِّ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعِنْدَهُ أَيُّوبُ ابْنُهُ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ وَلِيُ عَهْدِهِ قَدْ عَقَدَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ - فَجَاءَ إِنْسَانٌ يَطْلُبُ مِيرَاثًا مِنْ بَعْضِ نِسَاءِ الْخُلَفَاءِ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: مَا أَخَالُ النِّسَاءَ يَرِثْنَ فِي الْعَقَارِ شَيْئًا، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سُبْحَانَ اللهِ، وَأَيْنَ كِتَابُ اللهِ، فَقَالَ: يَا غُلَامُ اذْهَبْ فَأْتِنِي بِسِجِلِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الَّذِي كَتَبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَكَأَنَّكَ -[281]- أَرْسَلْتَ إِلَى الْمُصْحَفِ؟ قَالَ أَيُّوبُ: وَاللهِ لَيوشِكَنَّ الرَّجُلُ يَتَكَلَّمُ بِمِثْلِ هَذَا عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ لَا يَشْعُرُ حَتَّى تُفَارِقَهُ رَأْسُهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِذَا أَفْضَى الْأَمْرُ إِلَيْكَ وَإِلَى مِثْلِكَ فَمَا يَدْخُلُ عَلَى هَؤُلَاءِ أَشَدُّ مِمَّا خَشِيتَ أَنْ يُصِيبَهُمْ مِنْ هَذَا، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: مَهْ، أَلِأَبِي حَفْصٍ تَقُولُ هَذَا؟ قَالَ عُمَرُ: §وَاللهِ لَئِنْ كَانَ جَهِلَ عَلَيْنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا حَلُمْنَا عَنْهُ "
الصفحة 280