كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، ثنا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ الْكُوفَةِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " مِنْ عَبْدِ اللهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ: §فَإِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ قَوْمٌ قَدْ أَصَابَهُمْ بَلَاءٌ وَشِدَّةٌ وَجَوْرٌ فِي أَحْكَامِ اللهِ، وَسُنَنٌ خَبِيثَةٌ سَنَّهَا عَلَيْهِمْ عُمَّالُ سُوءٍ، وَأَنَّ قِوَامَ الدِّينِ الْعَدْلُ وَالْإِحْسَانُ، فَلَا يَكُونَنَّ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ أَنْ تُوَطِّنَهَا لِطَاعَةِ اللهِ، فَإِنَّهُ لَا قَلِيلَ مِنَ الْإِثْمِ، وَآمُرَكَ أَنْ تُطَرِّزَ أَرْضَهُمْ، وَلَا تَحْمِلْ خَرَابًا عَلَى عَامِرٍ، وَلَا عَامِرًا عَلَى خَرَابٍ، وَأَنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ مِنْ ذَلِكَ مَا وَلَّانِي اللهُ "
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ -[287]- الْمُخَرِّمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ، ثَنَا رَجُلٌ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ خَطَبَ النَّاسَ مِنْ خُنَاصِرَةَ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ " §إِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثًا، وَلَمْ تُتْرَكُوا سُدًى، وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَنْزِلُ اللهُ فِيهِ لِلْحُكْمِ فِيكُمْ، وَالْفَصْلِ بَيْنَكُمْ، وَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ مَنْ خَرَجَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَحَرَّمَ الْجَنَّةَ الَّتِي عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، أَلَا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَمَانَ غَدًا لِمَنْ حَذِرَ اللهَ وَخَافَهُ، وَبَاعَ نَافِدًا بِبَاقٍ، وَقَلِيلًا بِكَثِيرٍ، وَخَوْفًا بِأَمَانٍ، أَوَلَا تَدْرُونَ أَنَّكُمْ فِي أَسْلَابِ الْهَالِكِينَ، وَسَيَخْلِفُهَا بَعْدَكُمُ الْبَاقُونَ كَذَلِكُمْ حَتَّى تُرَدَّ إِلَى خَيْرِ الْوَارِثِينَ
الصفحة 286