كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ قَالَ: قَالَ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِعُمَرَ حِينَ رَجَعَ مِنْ جَنَازَةِ سُلَيْمَانَ: مَا لِي أَرَاكَ مُغْتَمًّا؟ قَالَ: «§لَمِثْلُ مَا أَنَا فِيهِ يُغْتَمُّ لَهُ، لَيْسَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَغَرْبِهَا إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُؤَدِّيَ إِلَيْهِ حَقَّهُ غَيْرَ كَاتِبٍ إِلَيَّ فِيهِ، وَلَا طَالِبَهُ مِنِّي»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْينَ، ثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ §فَرَأَيْتُهُ جَالِسًا هَكَذَا قَدْ نَصَبَ رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمَا، وَذَقْنُهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، كَأَنَّ عَلَيْهِ بَثُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ "
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: أَوَّلُ مَا أُنْكِرَ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ خَرَجَ فِي جَنَازَةٍ فَأَتَى بِبُرْدٍ كَانَ يُلْقَى لِلْخُلَفَاءِ يَقْعُدُونَ عَلَيْهِ إِذَا خَرَجُوا إِلَى جَنَازَةٍ، فَأُلْقِيَ لَهُ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ ثُمَّ قَعَدَ عَلَى الْأَرْضِ، فَقَالُوا: مَا هَذَا؟ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: §يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اشْتَدَّتْ بِي الْحَاجَةُ وَانْتَهَتْ بِي الْفَاقَةُ، وَاللهُ سَائِلُكَ عَنْ مَقَامِي غَدًا بَيْنَ يَدَيْكَ - وَفِي يَدِهِ قَضِيبٌ قَدِ اتَّكَأَ عَلَيْهِ بِسِنَانِهِ - فَقَالَ: «أَعِدْ عَلَيَّ مَا قُلْتَ» فَأَعَادَ عَلَيْهِ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اشْتَدَّتْ بِي الْحَاجَةُ، وَانْتَهَتْ بِي الْفَاقَةُ، وَاللهُ سَائِلُكَ عَنْ مَقَامِي هَذَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَبَكَى حَتَّى جَرَتْ دُمُوعُهُ عَلَى الْقَضِيبِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا عِيَالُكَ؟» قَالَ: خَمْسَةٌ أَنَا وَامْرَأَتِي وَثَلَاثَةٌ أَوْلَادِي، قَالَ: «فَإِنَّ الْفَرْضَ لَكَ وَلِعِيَالِكَ عَشَرَةُ دَنَانِيرَ، وَنَأْمُرُ لَكَ بِخَمْسِمِائَةٍ، مِائَتَيْنِ مِنْ مَالِي، وَثَلَاثِمِائَةٍ مِنْ مَالِ اللهِ، تَبْلُغُ بِهَا حَتَّى يَخْرُجَ عَطَاؤُكَ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جَعْوَنَةَ قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ عَامِلًا، فَبَلَغَهُ أَنَّهُ عَمِلَ لِلْحَجَّاجِ فَعَزَلَهُ، فَأَتَاهُ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: لَمْ أَعْمَلْ لَهُ إِلَّا قَلِيلًا، فَقَالَ: «§حَسْبُكَ مِنْ صُحْبَةِ شَرِّ يَوْمٍ أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ -[290]-، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ غَالِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيَّ يَقُولُ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ «§فَإِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ بِالْآخِرَةِ فَأَنْتُمْ حَمْقَى، وَإِنْ كُنْتُمْ مُكَذِّبِينَ بِهَا فَأَنْتُمْ هَلْكَى»

الصفحة 289