كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ عُمَّالِ عُمَرَ إِلَيْهِ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي بِأَرْضٍ قَدْ كَثُرَ فِيهَا النَّعَمُ حَتَّى لَقَدْ أَشْفَقْتُ عَلَى مَنْ قَبْلِي مِنْ أَهْلِهَا ضِعْفَ الشُّكْرِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: " إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَرَاكَ أَعْلَمَ بِاللهِ مِمَّا أَنْتَ، إِنَّ §اللهَ لَمْ يُنْعِمْ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَحَمِدَ اللهَ عَلَيْهَا إِلَّا كَانَ حَمْدُهُ أَفْضَلَ مِنْ نِعَمِهِ، لَوْ كُنْتَ لَا تَعْرِفُ ذَلِكَ إِلَّا فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}. وَأَيُّ نِعْمَةٍ أَفْضَلُ مِمَّا أُوتَيَ دَاوُدُ وَسُلَيْمَانُ وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقُوا رَبَّهُمُ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا} إِلَى قَوْلِهِ: {وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الزمر: 75]. وَأَيُّ نِعْمَةٍ أَفْضَلُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَا يَحْمِلُ عَلَى الْبَرِيدِ إِلَّا فِي حَاجَةِ الْمُسْلِمِينَ، §وَكَتَبَ إِلَى عَامِلٍ لَهُ يَشْتَرِي لَهُ عَسَلًا وَلَا يُسَخِّرُ فِيهِ شَيْئًا، وَأَنَّ عَامِلَهُ حَمَلَهُ عَلَى مَرْكَبَةٍ مِنَ الْبَرِيدِ، فَلَمَّا أَتَى قَالَ: عَلَى مَا حَمَلَهُ؟ قَالُوا: عَلَى الْبَرِيدِ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الْعَسَلِ -[294]- فَبِيعَ، وَجَعَلَ ثَمَنَهُ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَالَ: «أَفْسَدْتَ عَلَيْنَا عَسَلَكَ»

الصفحة 293