كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنِ الْعُمَرِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «§لَا نَعِيشُ بِعَقْلِ رَجُلٍ حَتَّى نَعِيشَ بِظَنِّهِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جَعْوَنَةَ قَالَ: دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ §مَنْ كَانَ قَبْلَكَ كَانَتِ الْخِلَافَةُ لَهُمْ زَيْنًا، وَأَنْتَ زَيْنُ الْخِلَافَةِ، وَإِنَّمَا مِثَلُكَ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الخفيف]
وَإِذَا الدَّرُّ زَانَ حُسْنَ وُجُوهٍ ... كَانَ لِلدُّرِّ حُسْنُ وَجْهِكَ زَيْنَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ يَسْأَلُهُ أَنْ يَبِيعَهُ، غُلَامًا سَالِمًا - وَكَانَ عَابِدًا خَيِّرًا - فَقَالَ: إِنِّي قَدْ دَبَرْتُهُ، قَالَ: فَأَزِرْنِيهِ، قَالَ: فَأَتَاهُ سَالِمٌ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: " إِنِّي قَدِ ابْتُلِيتُ بِمَا تَرَى، وَإِنِّي وَاللهِ أَتَخَوَّفُ أَنْ لَا أَنْجُوَ، قَالَ سَالِمٌ: إِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ فَهِيَ نَجَاتُكَ، وَإِلَّا فَهُوَ الْأَمْرُ الَّذِي تَخَافُ مِنْهُ، قَالَ لَهُ: يَا سَالِمُ، عِظْنَا، قَالَ: «§آدَمُ عَمِلَ خَطِيئَةً وَاحِدَةً فَأُخْرِجَ بِهَا مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَنْتُمْ تَعْمَلُونَ الْخَطَايَا تَرْجُونَ أَنْ تَدْخُلُوا بِهَا الْجَنَّةَ»
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا النَّضْرُ بْنُ زُرَارَةَ، عَنِ الثِّقَةِ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخٌ وَأَخَاهُ فِي اللهِ عَبْدٌ مَمْلُوكٌ يُقَالُ لَهُ سَالِمٌ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ دَعَاهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا سَالِمُ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَنْجُوَ، قَالَ: «إِنْ كُنْتَ تَخَافُ فَنِعِمَّا، وَلَكِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا تَخَافَ، §إِنَّ اللهَ أَسْكَنَ عَبْدًا دَارًا فَأَذْنَبَ فِيهَا ذَنْبًا وَاحِدًا فَأَخْرَجَهُ مِنْ تِلْكَ الدَّارِ، وَنَحْنُ أَصْحَابُ ذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ نُرِيدُ أَنْ نَسْكُنَ تِلْكَ الدَّارَ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ صِدِّيقٌ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَجَاءَ إِلَى أَهْلِهِ يُعَزِّيهِمْ فَصَرَخُوا فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ: «§إِنْ صَاحِبَكُمْ هَذَا لَمْ يَكُنْ يَرْزُقُكُمْ -[330]-، وَإِنَّ الَّذِي يَرْزُقُكُمْ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا لَمْ يَسُدَّ شَيْئًا مِنْ حُفَرِكُمْ، إِنَّمَا سَدَّ حُفْرَةَ نَفْسِهِ، وَإِنَّ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْكُمْ حُفْرَةٌ لَابُدَّ وَاللهِ أَنْ يَسُدَّهَا، إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ الدُّنْيَا حَكَمَ عَلَيْهَا بِالْخَرَابِ، وَعَلَى أَهْلِهَا بِالْفَنَاءِ، وَلَا امْتَلَأَتْ دَارٌ حِبَرَةً إِلَّا امْتَلَأَتْ عَبْرَةً، وَلَا اجْتَمَعُوا إِلَّا تَفَرَّقُوا، حَتَّى يَكُونَ اللهُ هُوَ الَّذِي يَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ بَاكِيًا فَلْيَبْكِ عَلَى نَفْسِهِ، فَإِنَّ الَّذِي صَارَ إِلَيْهِ صَاحِبُكُمُ الْيَوْمَ كُلُّكُمْ يَصِيرُ إِلَيْهِ غَدًا»

الصفحة 329