كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ: جَزَاكَ اللهُ عَنِ الْإِسْلَامِ خَيْرًا، قَالَ: «§لَا، بَلْ جَزَى اللهُ الْإِسْلَامَ عَنِّي خَيْرًا»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا أَبُو سُفْيَانَ الْعُمَرِيُّ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: «§مَا وَجَدْتُ فِي إِمَارَتِي هَذِهِ شَيْئًا أَلَذَّ مِنْ حَقٍّ وَافَقَ هَوًى»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ أَعْطَانِي عُمَرُ ثَلَاثِينَ دِرْهَمًا وَقَالَ «يَا مُجَاهِدُ §هَذِهِ مِنْ صَدَقَةِ مَالِي»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: «§زَادَ عُمَرُ النَّاسَ فِي عَطَايَاهُمْ عَشَرَةً عَشَرَةً، الْعَرَبِيُّ وَالْمَوْلَى سَوَاءٌ»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، ثنا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «§كَانَتْ لِي نَفْسٌ تَوَّاقَةٌ، فَكُنْتُ لَا أُبَالِي مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا تَاقَتْ إِلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ، فَلَمَّا بَلَغَتْ نَفْسِي الْغَايَةَ تَاقَتْ إِلَى الْآخِرَةِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَعْبَدٍ الْمَلْطِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «§إِنَّ نَفْسِي هَذِهِ تَوَّاقَةٌ لَمْ تُعْطَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا إِلَّا تَاقَتْ إِلَى مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ، فَلَمَّا أُعْطِيتُ الْخِلَافَةَ الَّتِي لَا شَيْءَ أَفْضَلَ مِنْهَا تَاقَتَ إِلَى مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا» قَالَ سَعِيدٌ: الْجَنَّةُ أَفْضَلُ مِنَ الْخِلَافَةِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ أَبُو يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ مَنْ سَمِعَ مُزَاحِمًا يَقُولُ: قُلْتُ لِعُمَرَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي أَهْلِكَ خَلَلًا، فَقَالَ لِي: «يَا مُزَاحِمُ، أَمَا يَكْفِيهِمْ وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا يُصِيبُونَ مِنَ الْمَغَانِمِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ فَيْئِهِمْ مَعَ مَالِ عُمَرَ؟» فَقُلْتُ لَهُ: وَأَيْنَ يَقَعُ ذَلِكَ مِنْهُمْ مَعَ مَا يَمُونُونَ، وَمَعَ ضِيَافَتِهِمْ وَكِسْوَتِهِمْ نِسَائِهِمْ؟ قَدْ وَاللهِ خَشِيتُ أَنْ تُصِيبَهُمْ مَخْمَصَةٌ، فَقَالَ لِي عُمَرُ: «§إِنَّ لِي -[332]- نَفْسًا تَوَّاقَةً، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا بِالْمَدِينَةِ غُلَامٌ مَعَ الْغِلْمَانِ، ثُمَّ تَاقَتْ نَفْسِي إِلَى الْعِلْمِ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ وَالشِّعْرِ، فَأَصَبْتُ مِنْهُ حَاجَتِي، وَمَا كُنْتُ أُرِيدُ، ثُمَّ تَاقَتْ إِلَى السُّلْطَانِ فَاسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ تَاقَتْ نَفْسِي وَأَنَا فِي السُّلْطَانِ إِلَى اللُّبْسِ وَالْعَيْشِ الطِّيبِ فَمَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَلَا غَيْرِهِمْ كَانُوا فِي مِثْلِ مَا كُنْتُ فِيهِ، ثُمَّ تَاقَتْ نَفْسِي إِلَى الْآخِرَةِ وَالْعَمَلِ بِالْعَدْلِ، فَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَنَالَ مَا تَاقَتْ نَفْسِي إِلَيْهِ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِي، فَلَسْتُ بِالَّذِي أُهْلِكُ آخِرَتِي بِدُنْيَاهُمْ»

الصفحة 331