كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا بَشَّارٌ خَادِمُ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ، §وَرَأَيْتُ عُثْمَانَ وَهُوَ يَقُولُ: خَصَمْتُ عَلِيًّا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَعَلِيٌّ يَقُولُ: غُفِرَ لِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ "
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «§إِذَا رَأَيْتَ قَوْمًا يَتَنَاجَوْنَ فِي دِينِهِمْ دُونَ الْعَامَّةِ فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ فِي تَأْسِيسِ الضَّلَالَةِ»
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ §يَأْمُرُوا الْقُصَّاصِ أَنْ يَكُونَ جُلُّ إِطْنَابِهِمْ وَدُعَائِهِمُ الصَّلَاةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ فَقَالَ: «§أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالِاقْتِصَادِ فِي أَمْرِهِ وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِهِ، وَتَرْكِ مَا أَحْدَثَ الْمُحْدِثُونَ بَعْدَهُ مِمَّا قَدْ جَرَتْ سُنَّتُهُ، وَكُفُّوا مُؤْنَتَهُ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يَبْتَدِعْ إِنْسَانٌ قَطُّ بِدْعَةً إِلَّا قَدْ مَضَى قَبْلَهَا مَا هُوَ دَلِيلٌ عَلَيْهَا، وَعِبْرَةٌ فِيهَا، فَعَلَيْكَ بِلُزُومِ السُّنَّةِ فَإِنَّهَا لَكَ بِإِذْنِ اللهِ عِصْمَةٌ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ سَنَّ السُّنَنَ قَدْ عَلِمَ مَا فِي خِلَافِهَا مِنَ الْخَطَأِ وَالزَّلَلِ وَالتَّعَمُّقِ وَالْحُمْقِ، فَإِنَّ السَّابِقِينَ الْمَاضِينَ عَنْ عِلْمٍ وَقَفُوا، وَبِبَصَرِنَا قَدْ كَفُّوا» قَالَ: وَذَكَرَ أَشْيَاءَ لَا أَحْفَظُهَا حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْهَرَوِيِّ، عَنْ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى رَجُلٍ: " سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُوصِيكَ، وَذَكَرَ مِثْلَهُ وَزَادَ: وَلَهُمْ -[339]- كَانُوا عَلَى كَشْفِ الْأُمُورِ أَقْوَى، وَبِفَضْلٍ لَوْ كَانَ فِيهِ أَحْرَى، فَإِنَّهُمْ هُمُ السَّابِقُونَ، وَلَئِنْ كَانَ الْهُدَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَقَدْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَيْهِ، وَلَئِنْ قُلْتُمْ حَدَثَ بَعْدَهُمْ، حَدَثَ مَا أَحْدَثَ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِهِمْ، وَرَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُمْ، وَلَقَدْ تَكَلَّمُوا مِنْهُ مَا يَكْفِي، وَوَضَعُوا مِنْهُ مَا يَشْفِي، فَمَا دُونَهُمْ مُقَصِّرٌ، وَلَا فَوْقَهُمْ مُحَسِّرٌ، لَقَدْ قَصَّرَ دُونَهُمْ أَقْوَامٌ فَجَفَوْا، وَطَمَحَ عَنْهُمْ آخَرُونَ فَغَلَوْا، وَأَنْتُمْ بَيْنَ ذَلِكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ "
الصفحة 338