كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ، ثنا مُحَمَّدٌ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «§لَوْ أَدْرَكَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ إِذْ وَقَعْتُ فِيمَا وَقَعْتُ فِيهِ لَهَانَ عَلَيَّ مَا أَنَا فِيهِ»
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ح. وَحَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، ثنا ضَمْرَةُ، أَنَّ ابْنَ أَبِي حَمَلَةَ حَدَّثَهُمْ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: " §لَقِينِي يَهُودِيٌّ فَأَعْلَمَنِي أَنَّ عُمَرَ سَيَلِي أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَيعْدِلُ فِيهِ، فَلَقِيتُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ الْيهُودِيِّ، قَالَ: فَلَمَّا وَلِيَ لَقِينِي الْيهُودِيُّ فَقَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ أَنَّ عُمَرَ سَيَلِي هَذَا الْأَمْرَ وَيَعْدِلُ فِيهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: ثُمَّ لَقِينِي بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكَ قَدْ سُقِيَ قَمْرَهُ فَلْيَتَدَارَكْ نَفْسَهُ، قَالَ: فَلَقِيتُ عُمَرَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: «قَاتَلَهُ اللهُ مَا أَعْلَمَهُ، لَقَدْ عَرَفْتُ السَّاعَةَ الَّتِي سُقِيتُ فِيهَا، وَلَوْ كَانَ شِفَائِي أَنْ أَمَسَّ شَحْمَةَ أُذُنِي مَا فَعَلْتُ، أَوْ آتِيَ بِطِيبٍ فَأَرْفَعُهُ إِلَى أَنْفِي مَا فَعَلْتُ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الرَّهَاوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ السَّكُونِيُّ قَالَ: وَقَعَ بَيْنَ مَوَالٍ لِعُمَرَ وَبَيْنَ مَوَالٍ لِسُلَيْمَانَ مُنَازَعَةٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ سُلَيْمَانُ لِعُمَرَ، فَبَيْنَا هُوَ يُكَلِّمُهُ إِذْ قَالَ سُلَيْمَانُ لِعُمَرَ: كَذَبْتَ، فَقَالَ عُمَرُ: «§مَا كَذَبْتُ مُنْذُ عَلِمْتُ أَنَّ الْكَذِبَ شَيْنٌ عَلَى أَهْلِهِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ، ثنا إِسْحَاقُ الشَّهِيدِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُفَرَ يَعْنِي الْعِجْلِيَّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ قَالَ: «§مَثَلُ عُمَرَ فِي بَنِي أُمَيَّةَ مَثَلُ مُؤْمِنِ آلِ فِرْعَوْنَ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ لَاحِقٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ سُورَةً وَعِنْدَهُ رَهْطٌ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَحَنَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «§أَمَا كَانَ فِيمَا سَمِعْتَ مَا يَشْغَلُكَ عَنِ اللَّحْنِ؟»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا أَيُّوبُ الْوَزَّانُ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ -[344]-، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ رَأَى فِي مَنَامِهِ كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ لَهُ: حُجَّ مِنْ عَامِكَ هَذَا، فَقَالَ: وَاللهِ مَا لِي مِنْ مَالٍ، مِنْ أَيْنَ أَحُجُّ؟ قَالَ: احْتَفِرْ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا مِنْ دَارِكِ فَإِنَّ فِيهِ دِرْعًا فَبِعْهُ، ثُمَّ حُجَّ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ احْتَفَرْتُ فَاسْتَخْرَجْتُ دِرْعًا، فَبِعْتُهَا فَحَجَجْتُ، فَقَضَيْتُ مَنَاسِكِي وَجِئْتُ إِلَى الْبَيْتِ لِأُوَدِّعَهُ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ غَشِيَتْنِي نَعْسَةٌ، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشِي بَيْنَهُمَا، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِيتِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَقْرِهِ مِنِّي السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ: " §إِنَّ اسْمَكَ عِنْدَنَا عُمَرُ الْمَهْدِيُّ، وَأَبُو الْيَتَامَى، فَاشْدُدْ يَدَكَ عَلَى الْعَرِيفِ وَالْمَاكِسِ، وَإِيَّاكَ أَنَّ تَحِيدَ عَنْ طَرِيقَةِ هَذَا وَطَرِيقَةِ هَذَا فَيُحَادَ بِكَ عَنِّي، فَانْتَبَهَ وَهُوَ يَبْكَى وَيقُولُ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَنِي، فَلَوْ كَانَتْ رِسَالَتُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَمْ أَدَعْهَا أَوْ أَبْلِغَهَا أَوْ أَمُوتَ، فَأَقْبَلَ إِلَى الشَّامِ إِلَى عُمَرَ وَكَانَ بِدَيْرِ سَمْعَانَ، فَأَتَى حَاجِبَهُ وَقَالَ: اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى عُمَرَ، وَقُلْ لَهُ إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَضْعَفَ الْحَاجِبُ عَقْلَهُ، ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللهِ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الْحَاجِبُ: هَذَا مُولَهٌ لَيْسَ لَهُ عَقْلٌ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ، مَنْ أَنْتَ وَمَا تُرِيدُ؟ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا إِنْسَانٌ قَدْ وَلِعَ بِالِاسْتِئْذَانِ إِلَيْكَ، فَإِذَا قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُ بِقِصَّةِ رُؤْيَاهُ، وَمَا رَأَى فِي مَنَامِهِ، وَقَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي أَمَرَهُ بِهِ، وَقَالَ: إِيَّاكَ أَنْ تَحِيدَ عَنْ طَرِيقَةِ هَذَا وَهَذَا، فَيُحَادَ بِكَ غَدًا عَنَّا، فَقَالَ عُمَرُ: مُرُوا لَهُ بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ: مَا أَقْبَلُ لِرِسَالَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا وَلَوْ أَعْطَيْتَنِي جَمِيعَ مَا تَمْلِكُ، ثُمَّ خَرَجَ عَنْهُ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ - وَأَنَا إِذْ ذَاكَ أَنَامُ عَلَى بَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَخَافَةَ أَنْ يَحْدُثَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ أَمْرٌ فَأُصْلِحُهُ وَإِلَّا أَنْبَهْتُهُ - فَانْتَبَهْتُ لَيْلَةً لِبُكَائِهِ وَنَشِيجٍ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا هَذَا الَّذِي قَدْ دَهَاكَ؟ مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ؟ قَالَ -[345]-: إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ صَدَّقَ رُؤْيَا الْبَصْرِيِّ، جَاءَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: يَا عُمَرُ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، إِنَّ اسْمَكَ عِنْدَنَا عُمَرُ الْمَهْدِيُّ، وَأَبُو الْيَتَامَى، فَاشْدُدْ يَدَكَ عَلَى الْعَرِيفِ وَالْمَاكِسِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَحِيدَ عَنْ طَرِيقَةِ هَذَا وَطَرِيقَةِ هَذَا فَيُحَادَ بِكَ، فَجَعَلَ يَبْكِي بِنَشِيجٍ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَّى لِي بِطَرِيقَةِ هَذَا وَطَرِيقَةِ هَذَا؟
الصفحة 343