كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - قَالَ: وَأَصَابَهُ الطَّاعُونُ فِي خِلَافَةِ أَبِيهِ فَمَاتَ - قَالَ: «§وَاللهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَعَزَّ عَلِيَّ مِنْ عُمَرَ، وَلَأَنْ أَكُونَ سَمِعْتُ بِمَوْتِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ كَمَا رَأَيْتُهُ»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا ضَمْرَةُ، ثنا ابْنُ شَوْذَبٍ قَالَ: " §جَاءَتِ امْرَأَةُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ إِلَيْهِ وَقَدْ تَرَجَّلَتْ وَلَبِسَتْ إِزَارًا وَرِدَاءً وَنَعْلَيْنِ، فَلَمَّا رَآهَا قَالَ: «اعْتَدَى اعْتَدَى»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، ثنا فُرَاتُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَرَ قَالَ لَهُ: " يَا أَبَتِ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَمْضِيَ لِمَا تُرِيدُ مِنَ الْعَدْلِ، §فَوَاللهِ مَا كُنْتُ أُبَالِي لَوْ غَلَتْ بِي وَبِكَ الْقُدُورُ فِي ذَلِكَ، قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّمَا أَنَا أَرُوضُ النَّاسَ رِيَاضَةَ الصَّعْبِ، إِنِّي لَأُرِيدُ أَنْ أُحْيِيَ الْأَمْرَ مِنَ الْعَدْلِ، فَأُؤَخِّرُ ذَلِكَ حَتَّى أَخْرُجَ مَعَهُ طَمَعًا مِنْ طَمَعِ الدُّنْيَا، فَيَنْفِرُوا مِنْ هَذِهِ وَيَسْكُنُوا لِهَذِهِ "
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمَوْلَاهُ مُزَاحِمٍ: §كَمْ تَرَانَا أَصَبْنَا مِنْ أَمْوَالِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتَدْرِي مَا عِيَالُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، اللهُ لَهُمْ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيتُ ابْنَهُ عَبْدَ الْمَلِكِ فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ تَدْرِي مَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «وَمَا قَالَ؟» قُلْتُ: قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا أَصَبْنَا مِنْ أَمْوَالِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «فَمَا قُلْتَ لَهُ؟»: قَالَ: قُلْتُ لَهُ: هَلْ تَدْرِي مَا عِيَالُكَ؟ قَالَ: نِعْمَ اللهُ لَهُمْ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: «بِئْسَ الْوَزِيرُ أَنْتَ يَا مُزَاحِمٍ» ثُمَّ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى أَبِيهِ فَقَالَ لِلْآذِنِ: اسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الْآذِنُ: إِنَّمَا لِأَبِيكَ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ هَذِهِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا بُدٌّ مِنْ لِقَائِهِ» فَسَمِعَ عُمَرُ مَقَالَتَهُمَا قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ الْآذِنُ: عَبْدُ الْمَلِكِ، قَالَ: ائْذَنْ لَهُ، قَالَ: فَدَخَلَ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ هَذِهِ -[355]- السَّاعَةَ؟ قَالَ: «شَيْءٌ ذَكَرَهُ لِي مُزَاحِمٌ» قَالَ: نَعَمْ فَمَا رَأْيُكَ؟ قَالَ: «رَأْيِي أَنْ تُمْضِيَهُ» قَالَ: فَإِنِّي أَرْوَحُ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَصْعَدُ الْمِنْبَرَ فَأَرُدُّهُ عَلَى رءُوسِ النَّاسِ، قَالَ: «وَمَنْ لَكَ أَنْ تَعِيشَ إِلَى الصَّلَاةِ؟» قَالَ: فَمَهْ قَالَ: السَّاعَةَ، قَالَ: فَخَرَجَ فَنُودِي فِي النَّاسِ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَرَدَّهُ عَلَى رءُوسِ النَّاسِ "

الصفحة 354