كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: غَضِبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا فَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، وَكَانَ فِيهِ حِدَّةٌ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَاضِرٌ، فَلَمَّا سَكَنَ غَضَبُهُ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْتَ فِي قَدْرِ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكَ وَمَوْضِعِكَ الَّذِي وَضَعَكَ اللهُ بِهِ، وَمَا وَلَّاكَ مِنْ أَمْرِ عِبَادِهِ يَبْلُغُ بِكَ الْغَضَبُ مَا أَرَى؟ قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: فَأَعَادَ عَلَيْهِ كَلَامَهُ، فَقَالَ: أَمَا تَغْضَبُ يَا عَبْدَ الْمَلِكِ؟ فَقَالَ: «§مَا تُغْنِي سَعَةُ جَوْفِي إِنْ لَمُ أَرْدُدْ فِيهَا الْغَضَبَ حَتَّى لَا يَظْهَرَ مِنْهُ شَيْءٌ أَكْرَهُهُ؟» قَالَ: وَكَانَ لَهُ بَطِينٌ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، ثنا أَحْمَدُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنِي مَرْوَانُ أَبُو عَمْرٍو الْجَزَرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ: " جَلَسَ عُمَرُ يَوْمًا لِلنَّاسِ فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ ضَجِرَ وَكُلَّ وَمَلَّ فَقَالَ لِلنَّاسِ: مَكَانَكُمْ حَتَّى -[359]- أَنْصَرِفَ إِلَيْكُمْ، فَدَخَلَ لِيَسْتَرِيحَ سَاعَةً، فَجَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا: دَخَلَ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَدْخَلَكَ؟» قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَرِيحَ سَاعَةً، قَالَ: «§أَوَأَمِنْتَ الْمَوْتَ أَنْ يَأْتِيَكَ وَرَعِيَّتُكَ عَلَى بَابِكَ يَنْتَظِرُونَكَ، وَأَنْتَ مُحْتَجِبٌ عَنْهُمْ؟» فَقَامَ عُمَرُ مِنْ سَاعَتِهِ وَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ "

الصفحة 358