كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، ثنا أَبُو مَسْعُودٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُغِيثٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: «§عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ فَهْمُ الْعَقْلِ، وَنُورُ الْحِكْمَةِ، وَينَابِيعُ الْعِلْمِ، وَأُحْدَثُ الْكُتُبِ عَهْدًا بِالرَّحْمَنِ»
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَّ ابْنَ وَهْبٍ، أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ الْقِتْبَانِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قَوْذَرٍ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ وَأَتَاهُ رَجُلٌ مِمَّنْ يَتْبَعُ الْأَحَادِيثَ: «اتَّقِ اللهَ وَارْضَ بِدُونِ الشُّرَفِ مِنَ الْمَجْلِسِ، وَلَا تُؤْذِيَنَّ أَحَدًا، فَإِنَّهُ §لَوْ مَلَأَ عِلْمُكَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مَعَ الْعُجْبِ مَا زَادَكَ اللهُ بِهِ إِلَّا سَفَالًا وَنَقْصًا» فَقَالَ الرَّجُلُ: رَحِمَكَ اللهُ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، إِنَّهُمْ يُكَذِّبُونِي وَيُؤْذُونِي، فَقَالَ: «قَدْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ يُكَذَّبُونَ وَيُؤْذَوْنَ فَيَصْبِرُونَ فَاصْبِرْ، وَإِلَّا فَهُوَ الْهَلَاكُ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَّ ابْنَ وَهْبٍ، أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنَ قَوْذَرٍ، عَنْ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: إِنِّي جَاعِلٌ مَنْ صَدَّقَ بِأَطْيَبِ الْكَلَامِ وَعَمِلَ بِهِ وَعَلَّمَهُ لِلَّهِ خَلَفًا مِنَ النَّبِيِّينَ، وَمَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ: إِنَّ أُنَاسًا اجْتَمَعُوا فَفَارَقُوا الْجَمَاعَةَ رَغْبَةً عَنْهُمْ وَطَعْنًا عَلَيْهِمْ فَقَالُوا: مَافْعَلُوا ذَلِكَ حَتَّى دَخَلَهُمُ الْعُجْبُ، §فَإِيَّاكُمْ وَالْعُجْبُ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ وَالْهَلَاكُ "
وَقَالَ كَعْبٌ: «§مَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْلُغَ شَرَفَ الْآخِرَةِ فَلْيُكْثِرِ التَّفْكِيرَ يَكُنْ عَالِمًا، وَلْيَرْضَ بِقُوتِ يَوْمِهِ يَكُنْ غَنِيًّا، وَلْيُكْثِرِ الْبُكَاءَ عِنْدَ ذِكْرِ خَطَايَاهُ يُطْفِئُ اللهُ عَنْهُ بِحُورَ جَهَنَّمَ»
وَقَالَ كَعْبٌ: «§طَلَبُ الْعِلْمِ مَعَ السَّمْتِ الْحَسَنِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ»
وَقَالَ كَعْبٌ: «§مُؤْمِنٌ عَالِمٌ أَشَدُّ عَلَى إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ مُؤْمِنٍ عَابِدٍ، لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى يَعْصِمُ بِهِمْ مِنَ الْحَرَامِ»
وَقَالَ كَعْبٌ: «§يُوشِكُ أَنْ تَرَوْا جُهَّالَ النَّاسِ يَتَبَاهَوْنَ بِالْعِلْمِ -[377]- وَيَتَغَايَرُونَ عَلَيْهِ كَمَا يَتَغَايَرُ النِّسَاءُ عَلَى الرِّجَالِ، فَذَلِكَ حَظُّهُمْ مِنَ الْعِلْمِ»

الصفحة 376