كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ لِكَعْبٍ: أَخْبِرْنِي عَنْ §صِفَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتِهِ، قَالَ: أَجِدِهُمْ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى أَنَّ أَحْمَدَ وَأُمَّتَهُ حَمَّادُونَ، يَحْمَدُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ خَيْرٍ وَشَرٍّ، يُكَبِّرُونَ اللهَ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، وَيُسَبِّحُونَ اللهَ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ، نِدَاؤُهُمْ فِي جَوِّ السَّمَاءِ، لَهُمْ دَوِيٌّ فِي صَلَاتِهِمْ كَدَوِيِّ النَّحْلِ عَلَى الصَّخْرِ، يَصُفُّونَ فِي الصَّلَاةِ كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ، وَيَصُفُّونَ فِي الْقِتَالِ كَصُفُوفِهِمْ فِي الصَّلَاةِ، إِذَا غَزَوْا فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ بِرِمَاحٍ شَدَّادٍ، إِذَا حَضَرُوا الصَّفَّ فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَ اللهُ عَلَيْهِمْ مُظِلًّا - وَأَشَارَ بِيدِهِ كَمَا تُظِلُّ النُّسُورُ عَلَى وُكُورِهَا - لَا يَتَأَخَّرُونَ زَحْفًا أَبَدًا حَتَّى يَحْضُرَهُمْ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مِنْجَابُ -[387]- بْنُ الْحَارِثِ، ثنا أَبُو الْمُحَيَّاةِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَخِي كَعْبٍ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: " §إِنَّا لَنَجِدُ نَعْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَطْرٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، نَجِدُهُ فِي سَطْرٍ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ يَحْمَدُونَ اللهَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَيُكَبِّرُونَهُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، رُعَاةُ الشَّمْسِ، يُصَلُّونَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ لِوَقْتِهِنَّ وَلَوْ عَلَى كُنَاسَةٍ، يَأْتَزِرُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، وَيُوَضِّئُونَ أَطْرَافَهُمْ، لَهُمْ فِي جَوِّ السَّمَاءِ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، وَنَجِدُهُ فِي سَطْرٍ آخَرَ: مُحَمَّدٌ الْمُخْتَارُ لَا فَظٌّ وَلَا غَلِيظٌ وَلَا سَخَّابٌ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيغْفِرُ، مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ، وَمُهَاجِرُهُ بِطَيْبَةَ، وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ "

الصفحة 386