كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مِسْهَرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ يَأْخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ فَيُفْتَحُ لَهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا آيَةً مِنَ التَّوْرَاةِ: إضرابا قدْ مايَا نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فِي كِتَابِهِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا بَنَانُ بْنُ حَازِمٍ، بِبَعْلَبَكَّ يُقَالُ لَهُ أَبُو عَبْدِ السَّلَامِ، ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْكَلَاعِيِّ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: «§إِنَّ خِيَارَ هَذِهِ الْأُمَّةِ خِيَارُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، إِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ رِجَالًا إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَخِرُّ سَاجِدًا، لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى يُغْفَرَ لِمَنْ خَلْفَهُ فَضْلًا عَلَيْهِ» فَكَانَ كَعْبٌ يَتَحَرَّى الصُّفُوفَ الْمُؤَخَّرَةَ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ مِنْ أُولَئِكِ "
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَائِلَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ طَالُوتَ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: «§مَثَلُ الْعَطَاءِ وَالرِّزْقُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ»
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا حَامِدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ عِيسَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُورِيِّ، ثنا وَهْبُ بْنُ السَّمَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ: قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: " إِنِّي لَأَجِدُ فِي الْأَلْوَاحِ صِفَةَ قَوْمٍ عَلَى قُلُوبِهِمْ مِنَ النُّورِ مِثْلُ الْجِبَالِ الرُّوَاسِي، تَكَادُ الْجِبَالُ وَالرِّمَالُ أَنْ تَخِرُّ لَهُمْ سُجَّدًا مِنَ النُّورِ، فَسَأَلَ رَبَّهُ وَقَالَ: اجْعَلْهُمْ مِنْ أُمَّتِي قَالَ اللهُ: §يَا مُوسَى إِنِّي اخْتَرْتُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَجَعَلْتُهُمْ أَئِمَّةَ الْهُدَى، وَهَؤُلَاءِ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِهِ، قَالَ: يَا رَبِّ فِيمَا بَلَغُوا هَؤُلَاءِ حَتَّى آمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُوا مِثْلَ عَمَلِهِمْ، وَأَبْلُغَ نِعْمَتَهُمْ؟ قَالَ: يَا مُوسَى إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ كَادُوا أَنْ يَعْجَزُوا عَمَّا أَعْطَيْتُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، يَا مُوسَى بَلَغُوا أَنَّهُمْ تَرَكُوا الطَّعَامَ -[389]- الَّذِي أَحْلَلْتُ لَهُمْ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَكَانَ عَيْشَهُمْ فِي الدُّنْيَا الْفَلَقُ مِنَ الْخُبْزِ، وَالْخَلِقُ مِنَ الثِّيَابِ، أَيسُوا مِنَ الدُّنْيَا، وَأَيِسَتِ الدُّنْيَا مِنْهُمْ، أَقْرَبُهُمْ مِنِّي وَأَحَبُّهُمْ إِلَيَّ أَشَدُّهُمْ جُوعًا وَأَشَدُّهُمْ عَطَشًا، يَا مُوسَى لَمْ يَتَقَرَّبْ أَحَدٌ إِلَيَّ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ كَبِدٍ عَطِشَتْ وَجَاعَتْ، يَا مُوسَى لَيْسَ لِلْجُوعِ عِنْدِي ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ، يَا مُوسَى اصْبِرْ وَتَوَكَّلْ عَلَيَّ فَهُوَ أَشْرَفُ الْعَمَلِ عِنْدِي، يَا مُوسَى مَنْ جَاعَ وَعَطِشَ فِي الدُّنْيَا مِنْ خَشْيَتِي شَبِعَ وَرَوَى فِي الْآخِرَةِ، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ يَتَقَرَّبُونَ إِلَيَّ بِذَوْبِ الشُّحُومِ وَاللُّحُومِ فِي الدُّنْيَا بَقْلَةِ الطَّعَامِ، فَإِنَّهَا أَحَبُّ الْأَشْيَاءِ إِلَيَّ، يَا مُوسَى طُوبَى لِمَنْ صَحِبَهُمْ وَصَحِبُوهُ، أَقْرَبُهُمْ مِنِّي وَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ مَنْ أَبْغَضَ جَائِعًا عُرْيَانًا مِنْ مَخَافَتِي "
الصفحة 388