كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي أُسَامَةَ يَقُولُ: قُلْتُ: لِحَفْصِ بْنِ أَبِي حَفْصٍ الْأَبَّارِ: رَأَيْتُ الْأَعْمَشَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِالْعِلْمِ أَوْ بِالْقُرْآنِ أَقْوَامًا وَيضَعُ بِهِ آخَرِينَ، وَأَنَا مِمَّنْ يَرْفَعُنِي اللهُ بِهِ، لَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَ عَلَى عُنُقِي دَنٌّ صِحْنًا أَطُوفُ بِهِ فِي سِكَكِ الْكُوفَةِ»
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: جَاءَ شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ وَأَصْحَابٌ لَهُ إِلَى الْأَعْمَشِ فَنَادَوْهُ عَلَى بَابِهِ: يَا سُلَيْمَانُ اخْرُجْ إِلَيْنَا، فَقَالَ: مَنِ الدَّاخِلُ، «§مَنْ أَنْتُمْ؟» قَالُوا: نَحْنُ مِنَ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ، فَقَالَ: مَنِ الدَّاخِلُ، {أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 4] أَدْرَكَ الْأَعْمَشُ أَيَّامَ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ، تُوُفِّيَ ابْنُ عُمَرَ، وَقُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَلِلْأَعْمَشِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَلَهُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ عَامًا، وَتُوفِّي ابْنُ أَبِي أَوْفَى وَلُه سَبْعٌ وَعِشْرُونَ عَامًا، وَتُوفِّي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ولَهُ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ عَامًا، رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ بِمَكَّةَ وَسَمِعَ مِنْهُ، وَرَأَى ابْنَ أَبِي أَوْفَى وَسَمِعَ مِنْهُ. كَانَ مَوْلِدُهُ عَامَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ سَنَةَ سِتِّينَ، وَوَفَاتُهُ عَامَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، رَوَى عَنِ الْأَعْمَشِ جَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْهُمْ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، وَغَيْرُهُمْ

الصفحة 54