كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَتْنِي رَوْضَةُ مَوْلَاةُ كُرْزٍ قَالَ: قُلْنَا لَهَا: §مِنْ أَيْنَ يُنْفِقُ كُرْزٌ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ لِي: يَا رَوْضَةُ " إِذَا أَرَدْتِ شَيْئًا فَخِذِي مِنْ هَذِهِ الْكُوَّةِ، قَالَتْ: فَكُنْتُ آخُذُ كُلَّمَا أَرَدْتُ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «§لَمْ يَرْفَعْ كُرْزٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً»
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَذَّاءُ، نا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ جُرْجَانَ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ كُرْزٌ الْحَارِثِيُّ رَأَى رَجُلٌ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ جُلُوسٌ عَلَى قُبُورِهِمْ، وَعَلَيْهِمْ ثِيَابٌ جُدُدٌ، فَقِيلَ لَهُمْ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: §إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ كُسُوا ثِيَابًا جُدُدًا لِقُدُومِ كُرْزٍ عَلَيْهِمْ "
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، نا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ:
[البحر البسيط]
§لَوْ شِئْتَ كُنْتَ كَكُرْزٍ فِي تَعَبُّدِهِ ... أَوْ كَابْنِ طَارِقِ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي الْحَرَمِ "
قَدْ حَالَ دُونَ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا ... وَسَارَعَا فِي طِلَابِ الْفَوْزِ وَالْكَرَمِ
، قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ يَطُوفُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ سَبْعِينَ أُسْبُوعًا، وَكَانَ كُرْزٌ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثَلَاثَ خَتْمَاتٍ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فِي كِتَابِهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ، نا أَبُو حَفْصٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، نا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: قُلْتُ لِابْنِ هُبَيْرَةَ
[البحر البسيط]
-[82]-
لَوْ شِئْتَ كُنْتَ كَكُرْزٍ فِي تَعَبُّدِهِ ... أَوْ كَابْنِ طَارِقِ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي الْحَرَمِ
قَدْ حَالَ دُونَ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا ... وَسَارَعَا فِي طِلَابِ الْفَوْزِ وَالْكَرَمِ
فَقَالَ لِي ابْنُ هُبَيْرَةَ: مَنْ كُرْزٌ، وَمَنِ ابْنُ طَارِقٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: §أَمَا كُرْزٌ فَكَانَ إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ وَاتَّخَذَ النَّاسُ مَنْزِلًا اتَّخَذَ هُوَ مَنْزِلًا لِلصَّلَاةِ، وَأَمَّا ابْنُ طَارِقٍ فَلَوِ اكْتَفَى أَحَدٌ بِالتُّرَابِ كَفَاهُ كَفٌّ مِنْ تُرَابٍ، قَالَ أَبُو حَفْصٍ: ذَكَرُوا أَنَّ ابْنَ طَارِقٍ كَانَ يُقَدَّرُ طَوَافُهُ فِي الْيَوْمِ عَشْرَ فَرَاسِخَ

الصفحة 81