كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 5)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فِي كِتَابِهِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ، نا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى التَّيْمِيِّ قَالَ: " §لَمَّا لَقِيَ يُوسُفُ أَخَاهُ قَالَ: أَتَزَوَّجْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ لَهُ: أَمَا مَنَعَكَ الْحُزْنُ عَلَيَّ؟ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: «تَزَوَّجْ، لَعَلَّ اللهَ يَذْرَأُ مِنْكَ ذُرِّيَّةً يُثْقِلُونَ الْأَرْضَ بِالتَّسْبِيحِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ» أَسْنَدَ عَبْدُ الْأَعْلَى التَّيْمِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَغَيْرِهِ
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ثنا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ نا أَبِي نا حُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى التَّيْمِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ {§وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس: 38] ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، أَتَدْرِي أَيْنَ مُسْتَقَرُّهَا؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، إِنَّهَا تَأْتِي فَتَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ فَتَسْجُدُ فَيُقَالَ لَهَا: اطْلُعِي مِنْ مَغْرِبِكَ، فَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا " الْآيَةَ
§مُجَمِّعُ بْنُ صَمْغَانَ التَّيْمِيُّ قَالَ الشَّيْخُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: وَمِنْهُمُ الْوَرِعُ السَّخِيُّ، مُجَمِّعُ بْنُ صَمْغَانَ التَّيْمِيُّ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُجَمِّعًا التَّيْمِيَّ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي سُوقِ الْغَنَمِ، قَالُوا لَهُ: §كَيْفَ شَاتُكَ هَذِهِ؟ قَالَ: مَا أَرْضَاهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «وَمَنْ كَانَ أَوْرَعَ مِنْ مُجَمِّعٍ؟»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو الرَّبِيعِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ، يَقُولُ: دَخَلَ سُفْيَانُ -[90]- الثَّوْرِيُّ عَلَى مُجَمِّعٍ التَّيْمِيِّ، فَإِذَا فِي إِزَارِ سُفْيَانَ خَرْقٌ، قَالَ: فَأَخَذَ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ فَنَاوَلَهَا سُفْيَانَ فَقَالَ: «اشْتَرِ إِزَارًا» قَالَ سُفْيَانُ: لَا أَحْتَاجُ إِلَيْهَا، قَالَ مُجَمِّعٌ: «§صَدَقْتَ أَنْتَ لَا تَحْتَاجُ، وَلَكِنِّي أَحْتَاجُ» قَالَ: فَأَخَذَهَا فَاشْتَرَى بِهَا إِزَارًا، فَكَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ: كَسَانِي أَخِي مُجَمِّعٌ جَزَاهُ اللهُ خَيْرًا. وَقَالَ سُفْيَانُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ عَمَلِي أَرْجُو أَنْ لَا يَشُوبَهُ شَيْءٌ كَحُبِّي مُجَمِّعًا التَّيْمِيَّ
الصفحة 89