عن سعيد بن جبير صحيفة، وليس له دلالة على انه سمع من سعيد بن جبير. وقال ابو حاتم: صالح الحديث الا ان التفسير اخذه من الديوان، وكان عبد الملك بن مروان المتوفى سنة 86 هـ سال سعيد بن جبير ان يكتب اليه بتفسير القرآن فكتب سعيد بهذا التفسير، فوجده عطاء بن دينار فى الديوان، فأخذه، فأرسله عن سعيد ابن جبير» .
وسادسها: ما جاء فى وفيات الأعيان من: (ان عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة [ت 143 هـ] كتب تفسيرا للقرآن عن الحسن البصري) ت 116 هـ «19» .
وسابعها: ما قاله السيوطي من ان (لابن جريج- ت 150 هـ- ثلاثة اجزاء كبار فى التفسير) «20» . وما نقل عن عكرمة مولى ابن عباس: من قوله: (لقد فسرت ما بين اللوحين) «21» .
بعد ما تقدم يمكننا الذهاب الى ان الفراء ليس أول من فسر القرآن آية آية.
يبقى بعد ذلك هذا السؤال: من أول من فسر القرآن آية آية؟.
اننى أميل الى ان تدوين التفسير كان سابقا على مقاتل، فسعيد بن جبير كتب تفسير القرآن الى عبد الملك بن مروان المتوفى سنة 86 هـ.
وأرجح ان التفاسير السابقة على تفسير مقاتل لم تكن شاملة لجميع القرآن، بل كانت قاصرة على المأثور وعلى شرح ما صعب من آيات القرآن.
وهذا ينطبق على تفسير سعيد بن جبير [94 هـ] وعلى تفسير مجاهد [103 هـ] .
اما تفسير عمرو بن عبيد عن الحسن: فأرجح انه كان تفسيرا لآيات معينة حول القدر وغيره من المسائل العقدية التي كانت تموج بها البصرة فى ذلك الوقت إذ كانت البصرة أهم مركز للفرق وعلم الكلام.
__________
(19) وفيات الأعيان: 2/ 3.
(20) الإتقان: 2/ 224.
(21) الإتقان: 2/ 225. وتوفى عكرمة سنة 104 هـ او سنة 105 هـ.
وانظر دائرة المعارف الاسلامية: مادة تفسير: 5/ 364 هامش تعليق للاستاذ أمين الخولي حيث نقل عبارة السيوطي هذه ثم قال: فهذه العبارة، وتلك الاجزاء الكبار إذا ما انضم إليها ملاحظة اتصال القرآن بالحياة الاسلامية، وشديد عناية القوم بأخذ الأحكام وغيرها منه وحاجتهم الملحة فى ذلك، كل أولئك وما يشبهه مؤذن بان تتبعهم لتفسير القرآن، واستيفائهم ذلك فى سوره وآيه قد كان عملا مبكرا ولا أميل الى تأخيره الى نهاية القرن الثاني وأوائل القرن الثالث ... إلخ وقد نقل الشيخ محمد حسين الذهبي هذا الكلام فى كتابه التفسير والمفسرون: 1/ 144 دون ان ينسبه الى صاحبه.
كما نقل الذهبي كلاما للدكتور احمد أمين من ضحى الإسلام: 1/ 332- 333 ط 7، نقله فى موضوع الاسرائيليات (1/ 167- 168) من كتابه التفسير والمفسرون، ولم ينسبه الى صاحبه.