كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 5)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَدِمَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فِي عَشْرَةٍ مِنْ زُبَيْدٍ الْمَدِينَةَ فَقَالَ حِينَ دَخَلَهَا وَهُوَ آخِذٌ بِزِمَامِ رَاحِلَتِهِ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ هَذِهِ الْبَحْرَةِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَأَقْبَلَ يَقُودُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَنَاخَ بِبَابِهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ فَرَحَّبَ بِهِ وَأَمَرَ بِرَحْلِهِ فَحَطَّ وَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ ثُمَّ رَاحَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ وَأَقَامَ أَيَّامًا §وَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كَمَا كَانَ يُجِيزُ الْوَفْدَ وَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى بِلَادِهِ , فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ارْتَدَّ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فِيمَنِ ارْتَدَّ بِالْيَمَنِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَهَاجَرَ إِلَى الْعِرَاقِ وَشَهِدَ فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ وَغَيْرِهَا وَأَبْلَى بَلَاءً حَسَنًا
§صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ وَكَانَ يَنْزِلُ جُرَشَ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ مُنِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: " قَدِمَ صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ فِي بِضْعَةَ عَشَرَ مِنْ قَوْمِهِ فَنَزَلُوا عَلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو الْبَيَاضِيِّ فَحَبَاهُمْ وَأَكْرَمُهُمْ وَأَقَامُوا عِنْدَهُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ , وَكَانَ صُرَدُ أَقْضَاهُمْ وَكَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَأُعْجِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِهِ §فَأَمَّرَهُ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ وَأَنْ يُجَاهِدَ بِمَنْ أَسْلَمَ مَنْ يَلِيهِ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ وَأَوْصَاهُ بِالنِّفَرِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ خَيْرًا فَخَرَجَ بِأَمْرِ رَسُولِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى نَزَلَ جُرَشَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مَدِينَةٌ مُغْلَقَةٌ حَصِينَةٌ وَبِهَا قَبَائِلُ مِنْ قَبَائِلِ الْيَمَنِ قَدْ تَحَصَّنُوا فِيهَا فَدَعَاهُمْ صُرَدُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَمَنْ أَسْلَمَ خَلَّى سَبِيلَهُ وَخَلَّطَهُ بِنَفْسِهِ وَمَنْ أَبَى ضَرَبَ عُنُقَهُ ثُمَّ نَاهَضَهُمْ فَظَفِرَ بِهِمْ -[527]- فَقَتَلَهُمْ نَهَارًا طَوِيلًا
الصفحة 526