كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 5)

لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئاً، ولَو أنْ تَلْقى أخاكَ بوجْهٍ طَلِيق".
وروينا في كتاب ابن السني عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن المُسْلمَيْنِ إذا التَقَيا فَتَصَافَحا وَتَكَاشَرا بِوُدٍّ وَنَصِيحَةٍ تَنَاثَرَتْ خَطايَاهُما بَيْنَهُما".
وفي رواية: "إذا الْتَقَى المُسْلِمانِ فَتَصافَحَا وَحَمِدَا اللهَ تعالى واسْتَغْفَرَا، غَفَرَ اللهُ عَز وَجَلَ لَهُما".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
-صلى الله عليه وسلم-: "كل معروفة صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق" الحديث قال الترمذي واللفظ له حديث حسن صحيح قال المنذري في الترغيب وصدره في الصحيحين من حديث حذيفة اهـ، وتقدم في ترجمة أبي جرد من كتاب السلام قوله عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقى ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط" الحديث رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح ورواه النسائي وابن حبان في صحيحه ورأيت منقولاً عن "تسديد القوس في تخريج أحاديث الفردوس" للحافظ حديث: لا تحقرن من المعروف شيئاً الحديث رواه مسلم وأبو داود والترمذي والطبراني عن جابر بن سليم اهـ. قوله: (لا تحقرن من المعروفة شيئاً الخ) أي المعروف وإن كان يسيراً فله موقع فلا ينبغي احتقاره وقوله (ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) أي ولو كان ذلك المعروف لقياك أخاك بوجه طلق وطلق قال المصنف: روي على ثلاثة أوجه إسكان اللام وكسرها أي مع فتح الطاء وطليق بزيادة ياء تحتية ومعناه سهل منبسط وفي الحديث الحث على فعل المعروف وما تيسر منه وإن قل اهـ وما أحسن ما قيل:
ومتى تفعل الكثير من الخيـ ... ـر إذا كنت تاركاً لأقله
قوله: (بود ونصيحة) أي حال كون تكاشرهما مصحوباً بالود بضم الواو أي الصداقة والمحبة وبالنصيحة المطلوبة لعموم المؤمنين ففي الخبر الصحيح الدين النصيحة. قوله: (وفي رواية) أي لابن
السني عن البراء بن عازب وقد أخرجه كذلك أبو داود في سننه لكن قال واستغفراه بزيادة ضمير المفعول فكان العزو إليه أولى. قوله: (فتصافحا وحمدا) الظاهر أنه يطلب الترتيب بين الحمد

الصفحة 400