كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 5)

وروينا فيه عن أنس رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما مِنْ عَبْدَينِ مُتَحَابَّيْنِ في اللهِ، يَسْتَقْبِلُ أحَدُهُما صَاحِبَهُ فَيُصَافِحُهُ، فَيُصَلِّيانِ على النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا لَمْ يَتَفرَّقا حتى تُغْفَرَ ذُنُوبُهُما مَا تَقدَّمَ مِنْها وما تأخرَ".
وروينا فيه عن أنس أيضاً، قال: ما أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيد رجل ففارقه حتى قال: "اللهُم آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذَابَ النَّارِ".
فصل: ويكرَه حنْيُ الظهر في كل حال لكل أحد، ويدل عليه ما قدمناه في الفصلين المتقدِّمين في حديث أنس، وقوله: "أينحني له؟ قال: لا" وهو حديث حسن كما ذكرناه، ولم يأت له معارض، فلا مصير إلى مخالفته،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- استحباباً لترتبها في الذكر المشعر بذلك وإن قلنا بالأصح إن الواو لا تفيد الترتيب ويحتمل خلافه. قوله: (وروينا فيه) أي في كتاب ابن السني قد أخرجه الحسن بن سفيان وأبو يعلى في مسنديهما أيضاً قال الحافظ في الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة أخرجه ابن حبان في كتاب الضعفاء اهـ، قال ابن بنت الميلق وذكره المنذري في أحاديث غفران ما تقدم وما تأخر وقد علمت مما سبق أن الحديث عند أبي داود والترمذي وابن ماجه لكن ليس فيه التقييد بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا بغفران ما تقدم وتأخر قال ابن بنت الميلق وينبغي للحريص على المغفرة أن يأتي بالمصافحة وذكرها على أكمل الأحوال والألفاظ احتياطاً لتحصيلها ومن كمال ذكرها ما رواه ابن السني عن أنس قال: ما أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيد رجل ففارقه إلا قال: ربنا آتنا في الدنيا حسنة الخ.
فصل
قوله: (ويكره حتى الظهر) ظاهره وإن وصل إلى حد الركوع فإنه يبقى مكروهاً وكأن الفرق بينه وبين تحريم السجود بين يدي المشايخ بل في بعض صوره ما يقتضي الكفر أن السجود أبلغ في التواضع فحرم فعله لغير الله تعالى وظاهر أن محل ما ذكر في الانحناء ما لم يقصد به الركوع وإلا فيحرم لأنه تعاطى عبادة

الصفحة 401