كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 5)

ميامن الأعضاء أقوى منها في مياسرها , فلذلك تقدمت اليسرى على اليمنى لقلة شهوتها. قوله عز وجل: {ولو نشاءُ لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصِّراطَ} فيه وجهان: أحدهما: لأعمينا أبصار المشركين في الدنيا فضلوا عن الطريق فلا يبصرون عقوبة لهم , قاله قتادة. الثاني: لأعمينا قلوبهم فضلوا عن الحق فلم يهتدوا إليه , قاله ابن عباس. قال الأخفش وابن قتيبة: المطموس هو الذي لا يكون بين جفنيه شق مأخوذ من طمس الريح الأثر. {ولو نشاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} فيه ثلاث تأويلات: أحدها: لأقعدناهم على أرجلهم , قاله الحسن وقتادة. الثاني: لأهلكناهم في مساكنهم , قاله ابن عباس. الثالث: لغيّرنا خلْقهم فلا ينقلبون , قاله السدي. {فما استطاعوا مُضِيّاً ولا يرجعون} فيه وجهان: أحدهما: فما استطاعوا لو فعلنا ذلك بهم أن يتقدموا ولا يتأخروا , قاله قتادة. الثاني: فما استطاعوا مُضِيّاً في الدنيا , ولا رجوعاً فيها , قاله أبو صالح.
{ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين} قوله عز وجل: {ومَن نعمِّره ننكِّسهُ في الخَلْق} في قوله {نعمره} قولان: أحدهما: بلوغ ثمانين سنة، قاله سفيان. الثاني: هو الهرم، قاله قتادة. وفي قوله تعالى {ننكِّسْه} تأويلان: أحدهما: نردُّه في الضعف إلى حال الضعف فلا يعلم شيئاً، قاله يحيى بن سلام.

الصفحة 29