كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 5)

وروى سعيد بن جبير أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول هذه الآية، فقالوا يا محمد، أفقير ربك يسأل عباده القرض؟ فأنزل الله {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ} الآية. {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم} وفي نورهم ثلاثة أوجه: أحدها: أنه ضياء يعطيهم الله إياه ثواباً وتكرمة , وهذا معنى قول قتادة. الثاني: أنه هداهم الذي قضاه لهم , قاله الضحاك. الثالث: أنه نور أعمالهم وطاعتهم. قال ابن مسعود: ونورهم على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم مَن نوره مثل النخلة , وأدناهم نوراً مَن نوره على إبهام رجله يوقد تارة ويطفأ أخرى. وقال الضحاك: ليس أحد يعطى يوم القيامة نوراً , فإذا انتهوا إلى الصراط أطفىء نور المنافقين , فلما رأى ذلك المؤمنون أشفقوا أن ينطفىء نورهم كما طفىء نور المنافقين , فقالوا: {رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا}. وفي قوله: {بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} وجهان: أحدهما: ليستضيئوا به على الصراط , قاله الحسن. والثاني: ليكون لهم دليلاً إلى الجنة , قاله مقاتل. وفي قوله: {بِأَيْمَانَهِم} في الصدقات والزكوات وسبل الخير. الرابع: بإيمانهم في الدنيا وتصديقهم بالجزاء , قاله مقاتل. قوله تعالى {بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ} فيه وجهان:

الصفحة 473