كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 5)

وروى سعيد بن عبد العزيز عن عمر بن الخطاب أنه قال: لو كان أبو عبيدة حياً لاستخاره , قال سعيد: وفيه نزلت هذه الآية. وفيه وجهان: أحدهما: أنه خارج مخرج النهي للذين آمنوا أن يوادوا من حادّ الله ورسوله. الثاني: أنه خارج مخرج الصفة لهم والمدح بأنهم لا يوادون من حادّ الله ورسوله , وكان هذا مدحاً. {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان} فيه أربعة أوجه: أحدها: معناه جعل في قلوبهم الإيمان وأثبته , قال السدي , فصار كالمكتوب. الثاني: كتب في اللوح المحفوظ أن في قلوبهم الإيمان. الثالث: حكم لقلوبهم بالإيمان. الرابع: أنه جعل في قلوبهم سمة للإيمان على أنهم من أهل الإيمان , حكاه ابن عيسى. {وأيدهم بروح منه} فيه خمسة أوجه: أحدها: أعانهم برحمته , قاله السدي. الثاني: أيدهم بنصره حتى ظفروا. الثالث: رغبهم في القرآن حتى ءامنوا. الرابع: قواهم بنور الهدى حتى صبروا. الخامس: قواهم بجبريل يوم بدر. {رضي الله عنهم} يعني في الدنيا بطاعتهم. {ورضوا عنه} فيه وجهان: أحدهما: رضوا عنه في الآخرة بالثواب. الثاني: رضوا عنه في الدنيا بما قضاه عليهم فلم يكرهوه. {أولئك حزب الله} فيهم وجهان:

الصفحة 496