فَنَكَّسْتُهَا، ثُمَّ خَالَفْتُ بَيْنَ طَرَفَيْهَا1، فَجِئْتُ حَتَّى قُمْتُ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَأَدَارَنِي حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، وَجَاءَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَنَا بِيَدَيْهِ جَمِيعًا، فَدَفَعَنَا حَتَّى أَقَامَنَا مِنْ خَلْفِهِ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْمُقُنِي وَأَنَا لَا أَشْعُرُ، ثُمَّ فَطِنْتُ، فَقَالَ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِيَدِهِ: شُدَّ2، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "يَا جَابِرُ"، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "إِذَا كَانَ ثَوْبُكَ وَاسِعًا، فَخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ، وَإِنْ كَانَ ضيقا3، فاشدده على حقوك" 4. [5: 8]
__________
1 زاد في رواية مسلم: "ثم تواقصت عليها"، أي: أمسكت عليها بعنقي وحنيته عليها لئلا تسقط.
2 تحرفت في "الإحسان" إلى "سد"، والتصويب من "التقاسيم"، وفي مسلم: "يعني شد وسطك".
3 وهي كذلك في "صحيح مسلم"، وفي "التقاسيم": "وصيفا"، أي: إن الثوب يصف حجم الجسد لضيقه. وفي حديث ابن عمر: "إن لا يشف فإنه يصف"، يريد الثوب الرقيق إن لم يبن منه الجسد، فإنه لرقته يصف البدن، فيظهر منه حجم الأعضاء، فشبه ذلك بالصفة.
4 إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو "صحيحه" "3010" في الزهد: باب حديث جابر الطويل، وقصة أبي اليسر، عن هارون بن معروف ومحمد بن عباد قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود "643" في الصلاة: باب إذا كان الثوب ضيقا يتزر به، وابن الجارود في "المنتقى" "172"،والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/307، والبيهقي في "السنن" 2/239، والبغوي في "شرح =
= السنة" "827"، والحاكم 1/254 من طرق عن حاتم بن إسماعيل، به.
وأخرجه مسلم "766" "196" في صلاة المسافرين: باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، وأبو عوانة 2/76 من طريق ورقاء، عن محمد بن المنكدر، عن جابر.
وأخرج منه قصة الالتحاف والاتزار: البخاري "361" في الصلاة: باب إذا كان الثوب ضيقا، والبيهقي 2/238 من طريق فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر.
وإليك شرح ما في الحديث من الغريب من "شرح مسلم" للنووي 18/139-142: "نزعنا":أخذنا وجبذنا. و"السجل": الدلو المملوءة. ومدر الحوض: طينه وأصلحه. و"أفهقناه": ملأناه. و"أشرع ناقته": أرسل رأسها في الماء لتشرب. و"شنق لها": كفها بزمامها وهو راكب. و"الذباذب": أهداب وأطراف، واحدها ذبذب بكسر الذالين، سميت بذلك لأنها تتذبذب على صاحبها إذا مشى، أي: تتحرك وتضطرب، فنكستها: بتخفيف الكاف وتشديدها. و"الحقو"- بفتح الحاء وكسرها: معقد الإزار.