العامة أيضا جامع البطحاء (ساحة الحكومة/ الشهداء). وقد ظل الجامع الجديد مهددا بالهدم إلى فاتح هذا القرن. فقد جرت مناقشات في بلدية الجزائر بين النواب الفرنسيين والمسلمين حول هدمه من أجل تجميل المدية. ثم وقع العدول عن ذلك. ومن الذين تولوا الدفاع عن إبقاء هذا الجامع، وكذلك الجامع الكبير، السيد عمر بوضربة الذي اعتبر إزالتهما ضربة لمشاعر المسلمين. وساعده على ذلك زملاؤه: ابن مرابط، وابن رضوان، وباش أحمد. ومن الملفت للنظر أن قرار الإبقاء على الجامعين كان بحجة اعتبارهما من الآثار التاريخية وليس باعتبارهما من المعالم الإسلامية أو من أملاك المسلمين (¬1).
¬__________
= مرمري ونسخة نادرة ضخمة من القرآن الكريم مرسلة من قبل سلطان إسطانبول (منتصف القرن 18 م) إلى باشا الجزائر. وقد وصفه أيضا ألبير بيللو سنة 1904 في المجلة الإفريقية، ص 170. وقال إنه يتميز بالرشاقة والجمال لوجود الفن الإسلامي (الأرابسك) في محرابه ومنبره، وتناسق الآيات القرآنية المكتوبة على جداره. ويقول كلاين إن المصحف كان تحفة نادرة وجميلة بزخرفتها وخطها. وأن مدخل الجامع كان عند قاع السور وكانت على الباب كتابات بالتركية (العثمانية)، ولكنها خربت سنة 1846 من قبل متعصب مسلم (!) عندما كان عالم فرنسي يحاول فهمها. وقد وضع الفرنسيون ساعة على جانب منارته سنة 1853 (صنعت في مصانع واغنر WAGNER وقال إن المسلمين قد عارضوا بشدة إلصاق الساعة بالمنارة وأظهروا مشاعر هائجة .. ولكن بمرور الزمن هدأت مشاعرهم. وفي سنة 1857 علقت على الجامع ثلاثة نواقيس تزن على التوالي 50، 80، 120 ك غ. وقد استخدم الجيش الفرنسي المبنى الأرضي من الجامع كمخازن إلى سنة 1864، وفي هذا التاريخ استلمها الدومين فأجرها إلى الخواص، فاستلمها السيد سيماطو ClMATO وفي 14 يوليو من كل سنة (عيد الثورة الفرنسية) تعلق الأعلام الفرنسية على الجامع الجديد. انظر كلاين، ص 53 - 54.
(¬1) انظر المداولة مفصلة في جريدة (الأخبار) - القسم الفرنسي منها - عدد 27 مارس 1905. ومن الصدف أن عمر بوضربة الذي دافع عن الجامعين كان جده، وهو أحمد بوضربة، من أنصار الحملة الفرنسية سنة 1830، وكان متزوجار من فرنسية. ثم تبين خطأه السياسي، فانضم للأمير عبد القادر، ثم مات غريبا، في طنجة. وفي سنة 1912 نشر (التقويم الجزائري) الذي كان يصدره الشيخ محمود كحول نفس الخبر عن الجامعين. ولا ندري لماذا نشر ذلك بعد سبع سنوات، اللهم إلا لتهدئة المشاعر التي =