وبناء على وصف فيكتور ويل للكاتلوق الذي قام به قوكلر GAUCKLER لمتحف شرشال فإنه يحتوي على قسمين رئيسيين: الأول هو النص والثاني هو مجموعة (ألبوم) من اللوحات. أما ويل V. WAILLE فقد اهتم بالنص فقط. وكان قوكلر ما يزال شابا عندما وضع الفهرس، ومع ذلك امتدح ويل عمله وقال إنه مكتوب برشاقة وفيه آراء جادة. وكان قوكلر قد أصدر أيضا فهرسا لمتحف قسنطينة. وكان عندئذ يعمل في مصلحة الآثار التابعة للحكومة التونسية (¬1).
وسرعان ما تكون متحف آخر في سكيكدة التي سماها الفرنسيون فيليبفيل على اسم ملكهم عندئذ (لويس فيليب). وقد ظلوا يستعملون الاسم حتى بعد الإطاحة بهذا الملك سنة 1848. فمنذ 1845 بدأت المحاولة في إنشاء متحف بهذه المدينة الجديدة. وبدأوا يجمعون له القطع الأثرية التي عثروا عليها أو اغتصبوها. وقيل إن بعض هذه القطع لها أهمية بالغة. ولكنهم استمروا في الحفريات في المدينة وما حولها بحثا عن الآثار الرومانية بالدرجة الأولى. وكان الرومان يسمون مكان سكيكدة (روسيكادة) (¬2). ومع تطور الزمن أصبح لسكيكدة متحفها الغني ومسرحها الروماني الذي كان محافظه سنة 1906 هو الأديب المعروف بعنصريته (لويس بيرتراند) والذي طالما تغني بالجزائر اللاتينية - الرومانية، التي (اشتراها) الفرنسيون بالقوة، وهو أيضا صاحب مدرسة الأدب الفرنسي في الجزائر (¬3).
¬__________
= كان عضوا بالمعهد الفرنسي ومفتشا عاما للمتاحف العلمية والأثرية في الجزائر. وفي المصدر المذكور يوجد وصف للمتحف كتبه ويرجسكي محافظ متحف مصطفى باشا (متحف العاصمة)، ص 232 - 260، انظر كذلك 1 - 171.
(¬1) ويل (كاتلوق متحف شرشال) في (المجلة الأفريقية)، 1895، ص 173 - 198.
(¬2) السجل، سنة 1846 - 1849، ص 197 - 199.
(¬3) عن ذلك انظر مجلة (روكاي)، سنة 1906، ص 71. وكان بيرتراند هو مؤسس مجلة (افريقية اللاتينية). وكان يقول فيها إن الفرنسيين بالجزائر إنما هم في بلادهم وليسوا دخلاء عليها. انظر أيضا شارل تيار (الجزائر في الأدب الفرنسي). وكان فرحات عباس ممن ردوا عليه سياسيا.