ومن جهته قام كشافة نادي الشبان المسلمين بقالمة بزيارة لقسنطينة، واحتفل بهم فيها زملاؤهم (الشباب الفني) و (الهلال التمثيلي). وفي الاحتفال عزفت الموسيقى من الشباب الفني، كما مثل الهلال تمثيلية لا ندري عنوانها ولكننا نعرف أن موضوعها اجتماعي، وهو محاربة الخمر والدعوة إلى التعليم. كما شارك فتيان الكشافة بنشيدهم. وقد أنشد الجميع نشيد مصطفى صادق الرافعي: (للعلا إن العلا واجبات المسلم) (¬1).
ومن الجرائد الفرنسية التي اهتمت بالكتابة عن المسرح العربي جريدة (الجزائر الجمهورية) ذات الميول الشيوعية. وكان الأديب محمد ديب من كتابها. وقد قيل إنه نشر فيها عدة مقالات عن مسرح الهواة سنة 1950، وعن العروض المسرحية باللغة العربية. والجريدة المذكورة هي التي أعلنت سنة 1951 عن جائزة مالية خصصت لأحسن إنتاج مسرحي باللغة العربية الفصحى أو بالدارجة بشرط أن يكون كتابها جزائريين، والجائزة كانت ستوزع على أحسن عشر مسرحيات. والجهة التي خصصت الجائزة هي جمعية المسرح الجزائري وجمعية الفن والثقافة. وليس لدينا الآن ما يبرهن على أن المسرحيات قد كتبت وأن لجنة التحكيم المؤلفة من أربعة أدباء قد اجتمعت ووزعت الجائزة (¬2). ونحن إنما نذكر هذا لكي نؤكد على أن المسرح ظل يتطور وظل دوره في الثقافة يبرز ويعترف به، وأن اللغة لم تعد مشكلة فيه،
¬__________
(¬1) الشهاب، أبريل 1939، ص 155 - 156. صاحب الكلمة هو أ. ب (أحمد بوشمال؟). وعن دور الإذاعة في تقديم المسرحيات والمساهمة في التمثيل انظر فقرة (الإذاعة).
(¬2) جريدة (الجزائر الجمهورية)، 24 مارس 1951. ولجنة التحكيم تتألف من: أحمد توفيق المدني، وعبد الرحمن الجيلالي، والبودالي سفير، وابن حسين بوقطاية. وقيمة الجوائز 214، 000 ف. وكان مصطفى كاتب هو رئيس جمعية الفن والثقافة. انظر جان ديجو (بيبلوغرافية) ص 22. وعن مشاركة محمد ديب انظر الجزائر الجمهورية بين يونيو 12 وديسمبر 1950، ثم من يناير إلى ديسمبر 1951، حسب ديجو، مرجع سابق. وفي هذا المصدر معلومات هامة عن المسرح بأقلام: البودالي سفير، ومحمد فرحات، وحليمة خالدي، ومصطفى كاتب، وباش تارزي ومحمد الرازي، ورشيد بن أبى شنب، وغيرهم.