كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 5)

الافتتاح الموسي، ثم المصدرات أو الكرسي، ثم يأتي البطاحي مسبوقا أيضا بالكرسي في حركة سريعة، ثم الدرج، ثم انصرافات، وهي سريعة، ثم يأتي المخلص وهو أسرع من السابق، وهكذا فإن كل نوبة تتألف من 20 إلى 25 نغمة منه.
والنوبات هي المفضلة دائما عند الموسيقيين. ويطلق عليها الموسيقيون المحترفون اسم (الموسيقى الغرناطية أو الأندلسية)، وتسمى أيضا الموسيقى القرطبية والإشبيلية، وهي تمثل الذكريات القديمة والمجيدة للعرب والمسلمين وروح حضارة ازدهرت وشعت على أوروبا وغيرها. إنها عند البعض هي الموسيقى الكلاسيكية، وهي موسيقى الصنعة Sana'a . والعرب، كما يقول رواني، يعتبرونها هي فن الأوبرا عند الأوروبيين. وتختلف النغمات في النوبات، حسب الوقت والمزاج، وبذلك يتشكل الصوت أو النغم. وكل حفلة موسيقية عربية تختلف نوباتها عادة بحسب الوقت. مثلا إذا وقعت الحفلة بعد الظهر فإن نوباتها تكون كما يلي:
من الساعة الواحدة إلى الثانية: نوبة سيكا
من الرابعة إلى السادسة: نوبة رمل
من السادسة إلى الثامنة: نوبة رمل مايه
من الثامنة إلى منتصف الليل: نوبة مجنبة وغريب تحسين
من الواحدة إلى الثانية صباحا: نوبة رصد ومسمون (مسموع؟)
من الثانية إلى الثالثة: نوبة عربي
من الثالثة إلى منتصف النهار: نوبة ماية، ذيل، رصد ذيل
ومن جهة أخرى، فإن هذه النوبات تتماشى مع الشعر الذي يغني أيضا من حيث المعاني، فمثلا نوبة مايه تتغنى بالشعر الغنائي الذي يمجد الطبيعة، وهكذا (¬1).
¬__________
(¬1) رواني J. ROUANET (الموسيقى العربية) في (مجلة الجمعية الجغرافية للجزائر SGAAN 1905، ص 304 - 333 للمقال كله. انظر مثلا ص 8 32 - 329.

الصفحة 449