كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 5)

القنبري، وهناك آلات النقر مثل الدربوكة والدف (البندير) والطبل.
وصف بارتوك أيضا أنواع الغناء والموسيقى، فوجد فروقا بين الغناء الجريدي (تونس) ويسميه غناء النظام الذي يسميه العامة (اللظام)، والغناء الغزلي وغناء (الدرز)، وهو أيضا من أغاني الحب المكشوف (¬1). ولاحظ وجود المدائح التي قيلت في رجال التصوف ومنهم شيخ الزاوية التجانية في تماسين وشيخ زاوية طولقة، وكذلك الرقص الصوفي عند الحضرة والزردات وغيرها، ومنها المدائح التي قيلت في الشيخ مصطفى بن عزوز البرجي (نفطة). كما تحدث بارتوك عن أنواع الرقص والغناء عند شاوية الأوراس، وموسيقى الأعراس، ورقص هز البطن، ونوبة سيدي عبد القادر (القادرية) في بسكرة، وكذلك الرقص الشائع في ورقلة وفي تقرت، والرقص عند الزنوج، وعند بني ميزاب، ورقصات الفروسية، ومنه أيضا الرقص القبائلي في بعض النواحي، وأخيرا تحدث عن النوبة التركية (¬2). وقد وصل عدد النغمات عند بارتوك إلى 65 نغمة.
ج - رأي داروي: وهناك دراسة للموسيقى العربية في الجزائر قام بها السيد لوسيان جان داروي سنة 1931، وهي جزء من دراسة شاملة عن الموسيقى الإسلامية في شمال أفريقية عندئذ. وتعتبر هذه الدراسة في الواقع تكملة ومواصلة لما قام به رواني في بداية القرن. وقد لخص السيد داروي ما وصلت إليه الموسيقى الجزائرية على يد الجيل الجديد الذي حذر السيد رواني
¬__________
(¬1) ذكر بارتوك (الدرز) وهو غناء معروف في المنطقة، ولكن المترجم الفرنسي باربيس خطأه وقال إنه (الدرج) المعروف في الموسيقى الأندلسية. والغالب على الظن أن باروك غير مخطئ لأنه ذهب إلى المنطقة وحدثه الناس عن (الدرز) وليس الدرج. وكلمة (الدرز) هي الشائعة في وادي سوف أيضا.
(¬2) بيلا بارتوك (الموسيقى العربية في بسكرة ونواحيها) في (حوليات معهد الدراسات الشرقية)، الجزائر، سنة 1960 - 1961، ص 301 - 336. ترجمة ليو - لويس باربيس. وعبارة المدائح المتعلقة بالشيخ محمد العيد التماسيني وعلي بن عمر الطولقي يهم منها أيضا أنها أذكار وأدعية لهما أو مدائح وتوسلات بهما. فالعبارة غامضة. عن الرجلين (محمد العيد وعلي بن عمر)، انظر فصلي التصوف.

الصفحة 454