كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 5)
سنة 1296 (1879). وكان عمه من شيوخه وهو الذي أشرف على تربيته وأدخله المدرسة الحربية في اسطانبول بعد تكوينه العام، وكان سليم يحسن العربة والتركية والفارسية والفرنسية والإنكليزية. وخرج في الهندسة. وأصبح من عقداء الجيش العثماني وشارك في حروب البلقان، وحرب اليمن. وتولى قيادة الجيش. وقد شارك في تكوين الجمعيات العربية الداعية إلى استقلال العرب عن الأتراك، وكان معارضا للسياسة الطورانية التي تولاها قادة الاتحاد والترقي في الدولة العثمانية بعد انقلاب 1909. وفي 1916 قام جمال باشا حاكم سورية بإعدامه، مع آخرين في بيروت. وكان إعدامهم يوم 6 أيار (مايو) الذي يسمى في سورية يوم الشهداء. وكان سليم شاعرا أيضا وهو مؤلف النشيد العربي ضد الأتراك. وكان عالما بالرياضيات والمنطق (¬1). كما كان له اهتمام بالصحافة إذ كان يحرر في جريدة (المفيد) التي كانت تصدر ببيروت وكانت تعارض الإتجاه الطوراني.
7 - أحمد الطيب بن سالم: هاجر بعد إلقاء السلاح سنة 1847، ورافقه إلى الشام 442 من أتباعه وعائلته صغارا وكبارا، أطفالا ونساء، وجرى استسلامه في سور الغزلان يوم 27 فبراير 1847، أي عشرة أشهر قبل هزيمة الأمير عيد القادر. هاجر معه الشيخ محمد المبارك. حملتهم باخرة فرنسية. وبعد وصوله إلى بلاد الشام التف حوله الجزائريون وكونوا خلية أو جالية هامة. وكان أحمد الطيب بن سالم من رجال الطريقة الرحمانية، ومن المقربين للأمير. وبقي ثماني سنوات، هو رئيس هذه الجالية بدون منازع إلى أن وصل الأمير سنة 1855. وظلت العائلات الأتباع تصل إلى بلاد الشام بتشجيعات السكلاوي وغيره، من جهة بوسعادة، وكانت هذه الناحية تتبع خلافة الشيخ ابن سالم، وكان ممثله فيها هو (سيدي عامر) (¬2) وقد أدى ابن
¬__________
(¬1) الأعلام للزركلي، 3/ 12، أعلام دمشق، شهداء أيار، يقظة العرب لجورج انطونيوس، الخالدي مخطوط. معجم المؤلفين، وبالخصوص زكي محمد مجاهد (الأعلام الشرقة) 2/ 29.
(¬2) باردان (الجزائريون والتونسيون)، مرجع سابق، ص 6 - 7. حاول الفرنسيون أن =
الصفحة 524
624