كتاب تاريخ الجزائر الثقافي (اسم الجزء: 5)

يبثونها من صحفهم وخطبهم الجمعية وأحاديثهم ورسائلهم. فقرأ مصطفى الكمال (ابن الخوجة) على الملإ تفسيره لسورة والعصر، وهو التفسير الذي نشرته (المنار) في صورته النهائية بعد رجوع الشيخ إلى مصر ومراجعة النص. وظل تأثير الشيخ عبده بعد وفاته أيضا. وقد تبنت بعض الجرائد الجزائرية كالفاروق وذو الفقار، أفكار الشيخ، وكانتا تنشران أخباره الدينية، مما يفهم منه أنهما ضد الطرق الصوفية والوضع الديني الرسمي في الجزائر والخرافات، فأوقفتهما الإدارة الفرنسية، وكان ذلك عشية الحرب العالمية التي أدت إلى اختفاء القادة والجرائد إلى 1919 (¬1).
من الذين ارتبطوا بالشيخ محمد عبده محمد بن الخوجة (الكمال)، وعبد الحليم بن سماية، والمولود بن الموهوب، وعمر بن قدور، وعمر راسم. وكان ابن الخوجة من المعجبين بالشيخ عبده عن طريق المنار، قبل زيارته للجزائر. ولذلك استغربنا من قول آجرون ان ابن الخوجة لم يكن من بين الذين حضروا درس الشيخ عبده. وإذا صح ذلك فقد يكون لأسباب قاهرة كالمرض أو الخوف من السلطات الفرنسية. وقد عرفنا أن ابن الخوجة قد كرر إلقاء تفسير (والعصر) على منبر خطابته في جامع صفر بعد نشر التفسير في كتيب خاص. وكذلك قرظ ابن الخوجة هذا التفسير ونشر تقريظه في المنار (¬2). وفي نفس العدد من المجلة تقريظ طويل نظمه الشيخ عبد الحليم بن سماية في الشيخ عبده عندما كان في الجزائر. ولم نطلع على هذا
¬__________
(¬1) رجعنا في الفقرات السابقة إلى دراسة رشيد بن أبي شنب (زيارة الشيخ عبده للجزائر 1903) في مجلة الدراسات الإسلامية Studia Islamica، عدد 53، 1981 ص 121 - 135، انظر أيضا فرحات عباس (تشريح حرب)، ص 203 - 205، وكذلك محمد رشيد رضا (تاريخ الأستاذ الإمام) 1/ 787، 871 - 873. وفي ج 1/ 787 جاء أن الشيخ عبده كتب بنفسه في تفسير جزء عم أنه فصل تفسير سورة (والعصر) في الجزائر ونشر ذلك منفصلا عن المختصر الذي تضمنه تفسير جزء عم.
(¬2) قال رشيد رضا انه نشر التقريظ في المنار المجلد 7 ص 917. وقد وعد بنشره في ذيل تاريخ الأستاذ الإمام، ولكنا لم نعثر عليه. 1/ 872. ولا نعرف ما إذا كان التقريظ شعرا أو نثرا.

الصفحة 592