وتبادل الأيدي عليها ووكلائها، ونحو ذلك. ولنشر أيضا إلى أن ديفوكس جعل هذه الأماكن الإسلامية - مساجد وأضرحة وزوايا - في شكل ذيل لكتابه فقط. ولم تكن من مهامه الرئيسية. والملاحظ أن يد الهدم قد مست عندئذ البنايات الواقعة في العاصمة بالخصوص. وهذه هي مساجد الفحوص عندئذ:
106 - مسجد بئر مراد رايس: هذا المسجد يرجع إلى عهد الداي عبدي باشا (الذي سبق ذكره وذكر مسجده رقم 22)، وكان ذلك في بداية ريع الأول سنة 1137 (1724) حسب وقفية للقاضي الحنفي بذلك التاريخ. والمسجد يحمل اسم الحي (بئر مراد رايس)، وكان مراد رايس هو الذي حفر البئر المسمى عليه الجامع (¬1). وقد ذكر كلاين أن هذا المسجد قد سكنه الجنود الفرنسيون.
107 - مسجد بئر الخادم: وثائق سنة 1124 هـ (1711 م) تتحدث عن بئر الخادم، كحي من الأحياء، لكن الجامع المنسوب لهذا الحي لم يذكر عنه ديفوكس أي تفصيل، كما أشرنا (¬2). ولا نعرف من بناه، لكننا نعرف أن بئر الخادم كانت تقع على وادي تيكلوت، وأنها اليوم ضاحية بجنوب شرق العاصمة. ولم يضف كلاين جديدا بشأنه.
108 - مسجد الزحاولة: والزحاولة نسبيا، بعيدة عن العاصمة في القديم، ومع ذلك اعتبرها ديفوكس من الفحوص. وقال إن مسجدها، الذي لم يقدم حوله أي وصف أو معلومات، قد بناه أحد الضباط العثمانيين باسم يوسف بولكباشي، سنة 1799 (¬3).
¬__________
(¬1) ديفوكس، 254. ومما يذكر أن مراد رايس أصله من الفلامان وأنه اعتنق الإسلام، وعاش خلال القرن 17 م ووصلت سفنه الجهادية أعالي البحار، ثم إلى إيسلاندا سنة 1616. انظر عنه أيضا كتابنا هذا ج 1. وقد ترجمنا بحثا كتبه المستشرق بيرنارد لويس عن الجزائريين في جزيرة إيسلاندا. ولم ننشره حتى الآن، وكان مراد رايس قد احتل جزر الكناري عدة شهور ثم انسحب منها.
(¬2) نفس المصدر، 254.
(¬3) نفس المصدر، 254. انظر أيضا دراسة سعيدوني المشار إليها في أول هذا الفصل.